عاد موضوع البحث عن أجسام مضادة لتأكيد مناعة الأشخاص من الإصابة بفايروس كورونا، المسبب لمرض (كوفيد-19)، إلى الواجهة مجدداً. فقد كشفت دراسة حديثة في كاليفورنيا أن عدد الأشخاص المصابين بالفايروس قد يكون أكبر مما يُظن بنحو 10 مرات. وأشارت الدراسة التي أخضع علماء جامعة ستانفورد بموجبها 3300 شخص في منطقة سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا إلى أن الفايروس شائع بما يراوح بين 50 و85 مرة مما تشير إليه الإحصاءات الرسمية الأمريكية. ولكي تتمكن السلطات من اتخاذ قرار بتخفيف الإجراءات الاحترازية والإغلاق التام، لا بد أن تعرف عدد من أصيبوا بالعدوى الفايروسية. وأكد قائد الفريق الذي قام بالدراسة أستاذ الطب بجامعة ستانفورد البروفيسور اران بندافيد أن معرفة تلك الأعداد مهمة لمعرفة إلى أي مدى وصل تفشي الوباء. كما أن ما يتم التوصل إليه من أرقام مهم جداً ليهتدي به صناع السياسات، وتقدير مدى قدرة الخدمة الصحية على الصمود بوجه الجائحة. وكان هناك 1094 مصاباً بالفايروس في سانتا كلارا وقت إجراء الدراسة، توفي 50 منهم. وطبقاً لمعدل الأشخاص الذين كشفت الدراسة وجود أجسام مضادة لفايروس كورونا في أجسامهم، فإن ذلك يعني أن ما يراوح بين 48 ألفاً و81 ألفاً أصيبوا بالعدوى في المنطقة المذكورة بحلول مطلع أبريل الجاري. وهو رقم يزيد عن العدد الحقيقي للمصابين بما يراوح بين 50 و80 ضعفاً. وتعني نتائج هذه الدراسة أن الولايات المتحدة باتت على وشك تحقيق ما يسمى «مناعة القطيع»، وهي الاستراتيجية المطبقة في السويد، التي سمحت لعدد كبير من السكان بالعودة لمزاولة أعمالهم المعتادة. وكانت العالمة في منظمة الصحة العالمية الدكتورة ماريا فان كير أعلنت في مؤتمر صحفي في جنيف نهاية الأسبوع الماضي أنه لا توجد أدلة علمية تثبت أن من أصيبوا بفايروس كورونا الجديد وتعافوا منه أضحوا محصنين ضد معاودة الإصابة به. وتعلق الحكومات حول العالم آمالاً كبيرة على إجراء اختبارات الأجسام المضادة على رعاياها. وأشارت فان كير إلى أن اختبار الأجسام المضادة يثبت وجودها في دم الإنسان، لكنه لا يمثل ضماناً بأنه بات محصناً ضد الإصابة مرة أخرى. وحذر زميلها الدكتور مايكل رايان من أن أجهزة اختبار الأجسام المضادة تثير قضايا أخلاقية. وذكر أن من يتضح وجود أجسام مضادة في جسمه سيعتقد أنه محصن، ولن يقبل الحقيقة المتمثلة في أنه لا يزال عرضة للإصابة بالفايروس. وزاد أن هذه الاختبارات يجب أن تستخدم ضمن سياسة صحية عمومية متماسكة. وذكرت أنباء صحفية أن الحكومة البريطانية اشترت أجهزة اختبار للأجسام المضادة بنحو 20 مليون دولار. والمعروف أن الفحص المتعلق بفايروس كورونا ينقسم إلى نوعين: الأول هدفه معرفة ما إذا كان الشخص مصاباً بالفايروس. أما الثاني فهو اختبار وجود أجسام مضادة في جسمه.