في وقت تتلهف قلوب المسلمين للوقوف بين المقام والملتزم في المسجد الحرام، داعين الله عز وجل أن يعجل لهم بالتوافد على بيته الحرام عاجلا بعد زوال أزمة فايروس كورونا، ترجمت حمامة في مغرب يوم الخامس من رمضان، عمق لهفة أفئدة الملايين، وهي تفرد جناحيها بأمان لتهبط على باب الملتزم، الذي لطالما كانت أيادي المتباكين المتعلقة بفراغاته تملأ محيطه ومساحته المحدودة، وألسنتهم تلهج بالدعاء لأنفسهم وأهليهم ومن أحبوهم، قبل أن تبتعد مؤقتا من الملتزم تحوطا ووقاية وحماية.
ورصدت «عكاظ» ما نقلته كاميرا قناة القرآن الكريم السعودية، بإبداع المخرج وهو يصوب الكاميرا على «حمامة الملتزم» المتوشحة بالأمن والأمان في صحن المطاف، ويتزين جسدها باللونين الأسود والأبيض، وهي تتهدل في مسارها على عتبة باب الملتزم، ثم تصل إلى غطاء إناء صغير وضعته أيادي الرحمة خصيصا لها، لترتوي من العطش، برشفات تناسب حجمها، قبل أن تبارك أرجلها النحيلة بالعتبة الطاهرة، ثم ترتحل، على أمل العودة في يوم جديد.
ولم يتمالك المذيع نفسه ليئن تعبيرا بالشوق قائلا «ما بال العابدين الذين يتشوقون شوقا بالوقوف بين المقام والملتزم».