-A +A
بشير الزويمل (حائل) bsheerAlzwaiml@
تعد «العشوة» إحدى العادات والتقاليد الاجتماعية المتوارثة جيلاً بعد جيل لدى أهالي حائل ومناطق الشمال عامة في شهر رمضان المبارك، التي ظلوا يحرصون عليها منذ عقود ويتمسكون بها ويحافظون عليها، بل يعدونها إحياءً لتقاليد الآباء والأجداد، والبر بهم بعد مماتهم.

ويطلق البعض عليها مسمى «عشاء الأموات أو عشوة للميت»، وهي الشروع بإقامة مأدبة إفطار أو عشاء يذبح فيها الضأن ويُدعى لها الجيران والأقارب والأصدقاء ويقال لهم «تقضلوا على عشاء الأموات»، بقصد الصدقة عن الوالدين، ونيل الأجر والثواب من الله.


إلا أن هذه العادة الحميدة، وللمرة الأولى يفتقدها الأهالي بعدما غابت كلياً هذا العام بسبب انتشار فايروس كورونا وتوجيهات الدولة الكريمة بمنع التجمعات.

وأكد أحد أهالي حائل عيادة عايد الشمري (57 عاماً)، أن عشاء الأموات عادة اجتماعية جميلة جداً فهي متوارثة منذ عقود طويلة من الزمن من الآباء والأجداد ففيها يكون التقارب الاجتماعي وصلة الرحم بين الأقارب والجيران في شهر رمضان، إذ يجتمع الجميع على وليمة «العشوة»، والتي تقام من باب الصدقة للأموات والبر بهم والدعاء لهم.

وأضاف سنوياً نقدم أربع ذبائح كصدقة للأموات؛ اثنتان منها نوزعها على الفقراء والمحتاجين، واثنتان منها نقيم مأدبة عشاء وندعو الأقارب والجيران لتناولها في منزلنا، لافتاً إلى أنه في هذا العام سنفتقد لهذه العادة الحميدة كأول مرة منذ عقود طويلة من الزمن بسبب انتشار فايروس كورونا.

وقال عمر نواف الشمري، «(العشوة) عادة اجتماعية اعتدنا عليها منذ عهد الآباء والأجداد بهدف الصدقة عن الأموات وتقام سنوياً في رمضان»، وأضاف هذا العام سيكون مغايراً فللمرة الأولى سنفتقد اجتماع الأهل والأقارب على صدقة أمواتنا ويدعون لهم، مشيراً إلى أنهم مضطرون في رمضان الحالي، أن يكتفوا بتوزيعها على الأقارب والمحتاجين بالمنطقة.

من جانبه، أقر الشيخ أحمد بن عبدالله الشمري أن عادة «عشاء الأموات» لم تسن في الشريعة، ولكنها تدخل تحت عموم الصدقات، موضحاً أن مثل هذه الولائم، لا بأس بأن يدعى لها الأقارب والجيران بقصد الصدقة وصلة الرحم، ولكن الأفضل توزيعها على المحتاجين والفقراء والذين غالباً لا يُدعون في مثل هذه المناسبات والتي تكون الدعوة من نصيب من هم ليسوا بحاجة.

وأضاف هذا العام بعد فرض منع التجول والاجتماعات والمناسبات بسبب فايروس كورونا فرصة للأهالي بأن يقوموا بتوزيع «العشوة» كصدقات على الفقراء والمحتاجين فهي أفضل من إقامتها كولائم، مضيفاً أتوقع أن يستفيد المحتاجون بشكل كبير من هذه الصدقات وأن تصل لأكبر قدر بعد إيقاف إقامة الولائم.