تساؤلات بشأن الانتقادات الأوروبية على جونسون هل  سيكون لها تأثير على استمرار زعامته؟
تساؤلات بشأن الانتقادات الأوروبية على جونسون هل سيكون لها تأثير على استمرار زعامته؟
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
يتعرض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لهجوم غير مسبوق من الصحافة العالمية، بسبب سياساته في التعامل مع جائحة كورونا، خصوصاً أن عدد الوفيات في بريطانيا تجاوز 31 ألفاً بحسب أرقام الجمعة. ووصفت صحف أوروبية بريطانيا بأنها «مشكلة أوروبا». كما وصف بعضها حكومة جونسون بأنها «أكبر فشل خلال أجيال». واعتبر المعلقون أن التقاعس في توفير المستلزمات الحامية للكوادر الطبية، وقرار الحكومة المتأخر بفرض سياسة الإغلاق، وعدم انتهاج تدابير سليمة لعمليات الفحص، يقف وراء استمرار تصاعد عدد الوفيات في بريطانيا بمرض كورونا المستجد. ولم تقتصر الانتقادات لبريطانيا على الدول الغربية التي نجحت في تقليص تبعات الوباء، بل صدرت عن صحف إيطالية وأمريكية، وهما بلدان تضررا أكثر من غيرهما من الجائحة. وذكرت صحف إيطالية أن بريطانيا لم تلق بالاً للنذر الواردة من الشمال الإيطالي، حيث بلغ التفشي ذروته قبل أسبوعين من بلوغه الدرجة نفسها في المملكة المتحدة. وقالت مجلة «فوكس» الألمانية إن بريطانيا هي مشكلة أوروبا، وإن رد لندن على الجائحة يمثل سلسلة من الإخفاقات. ووصفت صحيفة بوسيتانو الإيطالية الوضع في بريطانيا بأنه «كارثة»، واستغربت كيف لم تتعظ بريطانيا مما حدث في الشمال الإيطالي. وفي أستراليا، التي كانت مع السعودية من أولى الدول التي أغلقت حدودها، وفرضت الإغلاق، وصفت صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» بريطانيا بأنها «الفشل الأكبر منذ جيل». ونقلت عن عدد من الخبراء والعوام قولهم إن الإجراءات التي اتخذتها بريطانيا لمواجهة كوفيد-19 إنما هي «سلسلة من الأخطاء القاتلة وسوء التقدير». وأشارت بوجه خاص إلى فشل السلطات البريطانية في حماية بيوت العجزة. وكان جونسون قد أعلن الإغلاق التام متأخراً جداً في 24 مارس الماضي، بعدما رأى وزراء حكومته عدم وجود داع لإغلاق المدارس، ووقف التجمعات العمومية. ولخص خبير المسألة للصحيفة الأسترالية بقوله: المسألة ببساطة أن الدول التي تحركت سريعاً نجحت في احتواء الوباء. والدول التي تأخرت لم تستطع الحد منه. ونسبت «الهيرالد» إلى رئيس تحرير مجلة «لانسيت» الطبية قوله إن رد بريطانيا على الجائحة يعد «أكبر فشل في السياسة العلمية منذ أجيال». وذكر سفير أستراليا السابق لدى بريطانيا مايك ران الرد البريطاني على الجائحة في مراحلها المبكرة بأنه تم بإهمال. وأكدت صحيفة نيتافيزن النرويجية أن بريطانيا لم تتعامل مع الجائحة بجدية. وكان جونسون آنذاك منشغلاً بما سماه «مناعة القطيع». وأشارت صحف ألمانية أمس الأول (الجمعة) إلى أن رد جونسون على الجائحة اتسم «باللامبالاة والغطرسة». وأكدت أن كل الدلائل تؤكد أن بريطانيا أخطأت في تقدير مدى خطورة الجائحة. وذكرت على وجه التحديد أن جونسون لم يبد أي اهتمام باتخاذ تدابير حاسمة خلال فبراير 2020، وكان عدد الإصابات لا يزال متدنياً. واستشهدت بقول جونسون في خطاب ألقاه في 3 فبراير 2020: «إن الحديث عن مخاطر فايروس كورونا الجديد وما تثيره من ذعر، وحاجة إلى غلق الأسواق يتجاوز ما هو معقول طبياً».

التدابير الخاطئة ضاعفت أعداد الوفيات


أشارت صحف ألمانية أمس الأول (الجمعة) إلى إعلان جونسون في 3 مارس أنه لا يزال يمد يده لمصافحة الآخرين! وذكرت مجلة «فوكس» الألمانية أن بريطانيا لم تبدِ اهتماماً بالفحص المكثف إلا بعدما ترددت أصداء نجاح ذلك الإجراء في ألمانيا. لكن الوقت كان متأخراً جداً. وفي فيينا، كتبت صحيفة «كلاين سيتونغ» أن أزمة بريطانيا نجمت عن اتباع تدابير خاطئة، وعن سوء إدارة الأزمة. وحملت الصحيفة جونسون مسؤولية ارتفاع الوفيات بسبب تخليه عن سياسة تكثيف الفحوصات في مارس، وعودته إليها بعد نحو شهرين، بعدما رأى نجاحها في الدول الأخرى. وقالت إن الوزراء البريطانيين رفضوا نصح منظمة الصحة العالمية بتكثيف الفحوصات، واعتبروا أن ذلك لا يبنطيق إلا على الدول النامية! ورأت صحيفة لاريبوبليكا الإيطالية أمس (السبت) أن الإخفاق البريطاني نجم عن «سلسلة من الأخطاء القاتلة». وكتبت: «من مناعة القطيع إلى تأخير أقنعة الوجه: كلها أخطاء حكومة جونسون». وقالت النسخة الإيطالية من «هافينغتون بوست» إنه كان هناك أسبوعان قبل أن يصل التفشي المجتمعي إلى بريطانيا، وهي فترة كافية لتستعد الحكومة البريطانية وتبني القلاع والحصون لصد الوباء. وزادت أن رئيس الوزراء البريطاني «مذنب بتهوينه من شأن الخطر مبدئياً، والتأخير في بدء الإغلاق». وصوّر موقع «بوسيتانو» الإخباري الإيطالي الوضع البريطاني بأسوأ مما سبق؛ إذ وصفت وفاة 30 ألف بريطاني بأنه «كارثة». وأضاف: إنها حالة مثيرة تقوم أيضاً بوجه اليقين بإغلاق الأبواب أمام أي تعاف اقتصادي حثيث.