-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
لا يتذكر عبدالرحمن معيض سابي على وجه اليقين اليوم الذي التزم فيه بالصوم، إذ يقول: كان موسم رمضان يتوافق مع فصل الصيف الطويل بساعات أيامه والمغري بنتاج فواكهه ومباهجه، يتعذر على ذاكرتي تحديد التاريخ الذي يمكن الوقوف عنده ليكون شاهداً على التحول من طفولة إلى رجولة وتحمل مسؤولية منها مسؤولية أداء الشعائر، وفي ظل الشقاوة المرتبطة بتلك الفترة تتلبس الذاكرة ضبابية إلا أن المحاولات المتكررة لإكمال صوم يوم كامل دون ممارسات خفية عن أعين الكبار.

مشاهد البراءة والصراع بين عطش وجوع ورغبة في الجسارة لا تزال حية وحنونة لم أصدق وأنا أسمع صوت المؤذن قبل أن أهلك جوعاً وعطشاً إثر أطول يوم صيام فعلي بعيداً عن مفهوم الزمن الحسي، لذلك اليوم حكاية وأذكر تشجيع أخي عبدالله رحمه الله وتحفيزي بالوعد بالمكافأة لتعزيز قدرة وروح الصبر قال لي: تجمل ما هي إلا ساعة ونصف تقريباً وتنجز صيامك، كنا في ذلك اليوم عائدين من مدينة بلجرشي إلى الباحة ومنها للمنزل في قرية رغدان وعندما نزل في الطريق وعاد وبيده الخبز الساخن زكي الرائحة وانكسار نفسي من الجوع عند رؤيته صرحتُ برغبتي في الإفطار لعدم مقدرتي المفتعلة على الاستمرار صائماً، لكنه منعني وحفزني للصمود، وكان له ما أراد وذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر.