إذا صحت تقديرات العلماء الذين يتنافسون للتوصل إلى دواء أو لقاح يضع حداً لجائحة كورونا، فإن مرض كوفيد-19 سيقضي على الرجال! فقد أوردت دراسة نشرتها «مجلة القلب الأوروبية» أن الإنزيم الذي يستخدمه فايروس كورونا الجديد ليخترق خلايا المصاب يوجد بمستوى في دم الرجل أكثر مما لدى المرأة. ويسمى هذا الإنزيم ACE2. ويوجد عادة في القلب، والكليتين، والغشاء الذي يحيط الأوعية الدموية، وبمستويات أكبر في الخصيتين. وإذا التصق فايروس كورونا الجديد بهذا البروتين فإنه يسمح له بالنفاذ إلى الخلية. ويقول العلماء الأوروبيون إن فرص الرجال والنساء في الإصابة بكوفيد-19 متساوية، لكن الرجال يواجهون احتمالاً أكبر لمعاناتهم من مضاعفات قاسية للمرض. وعزوا جزءاً من ذلك إلى وجود تلك المستويات العالية من مستقبِلات ACE2. وأشارت الدراسة إلى وجود البروتين المذكور أيضاً في الرئتين، وهو ما يقوم بدور كبير في السماح للفايروس بتدمير الرئتين. وربما عززت الدراسة الأوروبية دراسة أخرى نشرتها الخدمة الصحية الوطنية في إنجلترا ببريطانيا، تشير إلى أنه بعد تحليل سجلات طبية لـ 17.4 مليون شخص، اتضح أن احتمال وفاة الرجل بكوفيد-19 أكبر مرتين من احتمال وفاة المرأة بالمرض نفسه. وأشارت الخدمة الصحية الإنجليزية في دراستها إلى 5707 من الـ 17.4 مليون شخص الذين تمت دراسة سجلاتهم توفوا بفايروس كورونا الجديد. وعلاوة على إصابة كثيرين ممن توفوا بكوفيد-19 بأمراض القلب، والسكري غير المنضبط؛ إلا أن الرجال يواجهون احتمال الوفاة أكثر من النساء بـ 1.99 مرة. ونصح الأستاذ بجامعة أكسفورد بين غولدايكر، الذي أشرف على الدراسة، بضرورة حماية المسنين والمصابين بأمراض مزمنة. واتحد العلماء الصينيون أيضاً ضد الرجال. فقد ذكرت دراسة نشرت في بكين الأسبوع الماضي أن 58.1% من الذكور يصابون بكوفيد-19، في مقابل 41.9% من الإناث. وكان العلماء الصينيون توصلوا أيضاً خلال الفترة الماضية إلى وجود أثر لفايروس كورونا الجديد في السائل المنوي لمصابين، حتى بعد تعافيهم. وأشاروا إلى أنهم حللوا عينات من السائل المنوي لنحو 38 مصاباً، بعضهم تعافى، فوجدوا أن واحداً من كل 6 مصابين توجد بقايا من الفايروس في سائلهم المنوي، بمن فيهم الذين تعافوا.