عدم الثقة في أسوأ حالاته بين ترمب وجيبنغ.
عدم الثقة في أسوأ حالاته بين ترمب وجيبنغ.
-A +A
«عكاظ» (واشنطن، بكين) OKAZ-online@
هل وصلت «الحرب الباردة» الجديدة إلى مستوى يهدد بتحويلها إلى صدام فعلي بين القوتين الكبريين الولايات المتحدة والصين؟ سؤال يشغل المحللين الاستراتيجيين أكثر من انشغالهم بجائحة كورونا التي تجتاح العالم، وتدمر الأنفس والثمرات والاقتصادات. الصينيون، على المستوى الرسمي، يعتقدون أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تريد شحن النفوس في الغرب بالكراهية للصين. ويرى شق من الغربيين أنه ليس ثمة ما يبرر العداء الأمريكي للصين، ومحاولة تحميل بكين مسؤولية اندلاع الجائحة. ومِن هذه الفئة كثيرون يرون أن ترمب يريد أن يحسّن فرص إعادة انتخابه بمعاداة الصين، للتغطية على الانتقادات القاسية التي توجه إلى إخفاقات إدارته للأزمة الوبائية. ويرى شق آخر أن العالم يجب أن يحاسب الصين، ويوقع عليها أكبر قدر من العقوبات. واستمراراً لهذه الأجواء المشحونة، بدأ المسؤولون الأمريكيون يتحدثون عن كشف خطط صينية لاختراق حاسوبي يؤدي إلى سرقة البيانات المتعلقة بمحاولات تصنيع لقاح وأدوية لمرض كوفيد-19. واستعرت الحملات المتبادلة في تراشقات إعلامية ملتهبة. فقد طالب التلفزيون الحكومي في بكين «سياسيين أمريكيين بعينهم» التخلي عن «عقلية الحرب الباردة». وحذر التلفزيون في تعليق من أن «الابتزاز والتهديدات لن تحقق نتيجة». وتتهم واشنطن الصين بإخفاء اندلاع الجائحة، والتكتم على منشأ الفايروس، واستغلال الجائحة لتحقيق مكاسب تزيد نفوذها وهيمنتها. ووصل الأمر بالجانب الصيني إلى درجة اتهام الولايات المتحدة بغرس الفايروس في الصين من خلال قوات أمريكية دعيت للمشاركة في بطولة عالمية للرياضة العسكرية، أقيمت في ووهان في أكتوبر 2019. واتهم التلفزيون الصيني، في تعليقه أمس الأول، القادة الأمريكيين بمحاولة إحياء «المكارثية»، في إشارة إلى السناتور جوزيف مكارثي الذي أجرى تحقيقات في الكونغرس، خلال خمسينات القرن الماضي، مدعياً وجود مؤامرة شيوعية للهيمنة على العالم.

وكانت الأنباء قد أشارت إلى أن وزارة أمن الدولة الصينية رفعت تقريراً للقيادة الصينية الشهر الماضي، بما في ذلك الرئيس تشي جيبنغ، يحذر من أن العداء للصين أضحى أكبر مما كان عليه غداة مذبحة ميدان تيان آن من في 1989. وأضاف أن موجة العداء المتزايد قد تسفر عن اندلاع «نزاع مسلح» بين البلدين، وأن على الصين أن تكون جاهزة لـ «السيناريو الأسوأ» بين القوتين الكبريين. وذُكر أن التقرير أعده المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة، وهو مؤسسة أبحاث تتبع لوزارة أمن الدولة الصينية. ويرى الصينيون بوجه عام أن واشنطن تسعى إلى احتواء القوة الصينية المتعاظمة، وكبح التمدد الاقتصادي للصين في العالم.