مختبر معهد الفايروسات في ووهان.
مختبر معهد الفايروسات في ووهان.




فحص الدم لاكتشاف الإصابة بكوفيد-19.
فحص الدم لاكتشاف الإصابة بكوفيد-19.




ضربة قاضية للهايدروكسيكلوركين.
ضربة قاضية للهايدروكسيكلوركين.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) «عكاظ» (واشنطن، برلين) وكالات (بكين) OKAZ_online@

دواء الملاريا يفقد أراضيه.. وعلماء يحذرون من انتقال العدوى من مصابين بلا أعراض

لا يزال الجهل بجميع جوانب مرض كوفيد-19، والحقائق المتعلقة بفايروس كورونا الجديد الذي يتسبب فيه عائقاً أساسياً لفهم المستجدات المتعلقة بالجائحة الحالية؛ إذ تضخ الصحف ووكالات الأنباء وشبكات التلفزة عشرات المعلومات يومياً. وقد يبدو كثير منها متضارباً مع معلومات سابقة، أو لاحقة. «عكاظ» ترصد في التقرير التالي أحدث ما أعلن عنه من تقدم في محاولات معالجة كوفيد-19، وما استجد من تسارع في الإصابات في عدد من البلدان التي اتجهت للتوسع في تخفيف قيود الإغلاق، وما خلصت إليه أحدث الدراسات العلمية بهذا الشأن.

في الصين، حيث أعلنت بكين 6 إصابات جديدة خلال الأيام الماضية، في مدينة ووهان، التي يقطنها نحو 11 مليون نسمة؛ قررت السلطات الصينية إخضاع جميع سكان المدينة التي انطلق منها الفايروس في نهاية 2019 للفحص، على مدى 10 أيام. وذكرت السلطات في ووهان أنها ستستخدم اختبارات تعتمد على الحمض النووي، باعتبارها أكثر فعالية من الاختبارات التي تستهدف الكشف على استجابة نظام المناعة. ويعني ذلك ببساطة أن الصين ستصنع أجهزة فحص لاختبار عدد من السكان يماثل عدد سكان اليونان خلال 10 أيام فقط. وفي المقابل، فإن الولايات المتحدة أجرت منذ اندلاع نازلة كوفيد-19 حتى الآن 9.4 مليون فحص، بحسب الأرقام الرسمية الأمريكية التي أعلنت الإثنين الماضي. وذكرت صحيفة الشعب اليومية الحكومية في بكين أن المسؤول الإداري عن ضاحية تشانغكنغ في ووهان، التي ظهرت فيها الإصابات الجديدة، تمت إقالته. ولم تقتصر الانتكاسة الأخيرة على الصين وحدها. فقد ارتفع عدد الإصابات في كوريا الشمالية وألمانيا خلال الأيام الماضية. وأثار ذلك شكوكاً في جدوى المسارعة لتخفيف القيود. فقد أعلنت برلين 933 إصابة جديدة (الثلاثاء)، ما يفوق إصابات الأيام السابقة ثلاثة أضعاف. وأعلنت المستشارة أنجيلا ميركل الليل قبل الماضي أن من حق المقاطعات أن تعيد فرض إجراءات الإغلاق والحجر المنزلي إذا سجلت إصابات بمعدل 20 حالة بين كل 100 ألف من سكانها. وحذر معهد روبرت كوخ، الوكالة الحكومية التي تتولى منع التفشي الوبائي، من أن معدل الإصابات الجديدة تجاوز 1 خلال الأيام الثلاثة الماضية. ويعني ذلك أن كل مصاب سينقل العدوى إلى شخص آخر،. وأي إصابات فوق الرقم 1 تعني أن التفشي يستفحل. لكن المعهد المذكور قال إن ثمة مشكلات في آلية الإبلاغ عن الحالات الجديدة، تستدعي التريث قبل إعلان زيادة معدلات التفشي الوبائي. وكانت ميركل أعلنت قبل 6 أيام السماح بمعاودة فتح المتاجر والمدارس. لكنها حذرت من أن ارتفاع معدل الإصابات فوق 1 سيؤدي إلى انهيار الخدمة الصحية في البلاد. وبلغ عدد الإصابات في ألمانيا حتى بعد ظهر الثلاثاء 170508 إصابات. وأدى كوفيد-19 إلى وفاة 7533 مريضاً. وعلى صعيد العقاقير الواعدة؛ واصل دواء هايدروكسيكلوركين، المصنوع أصلاً لمعالجة مرض الملاريا، تدحرجه من دواء واعد إلى عقار لا أمل فيه لمرضى كوفيد-19. فقد ذكرت دراسة لفريق من علماء نيويورك، نشرتها أمس مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، أن المرضى الذين تم إعطاؤهم هذا العقار لم يطرأ عليهم تحسن يذكر. وحذروا من أن إعطاء هذا الدواء، مع المضاد الحيوي أزيثرومايسين، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في القلب، مقارنة بالمرضى الذين وصف لهم الهايدروكسيكلوركين وحده.

وذكرت الدراسة أنها استقت معطياتها ونتائجها من متابعة مرضى في 25 مستشفى في نيويورك. وأضافت أن من وصف لهم الدواء المذكور أصيبوا بالسكري، وانخفاض مستويات الأكسجين في الدم، وضيق التنفس. وتوفي 25% من المرضى الذين تناولوا الدواء والمضاد الحيوي المذكورين، فيما توفي 20 % ممن تناولوا الهايدروكسيكلوركين وحده. وتوفي 12% من المرضى الذين لم يتناولوا أياً من العقاريْن. وأكدت الدراسة أن هذا العقار يؤدي إلى خلل في ضربات القلب، ما يؤدي إلى الوفاة المفاجئة. وفي دبلن، عاصمة الجمهورية الآيرلندية، قالت دراسة أمس إن أكثر من نصف عدد المصابين بفايروس كورونا التقطوا العدوى من أشخاص لم تظهر عليهم أعراض كوفيد-19.

وأشارت الدراسة إلى أنها رصدت 17 دراسة عالمية تكشف أن ما بين 33% و80% من المصابين التقطوا العدوى من أشخاص لا يعرفون أنهم مصابون. ويعني ذلك أن فايروس كورونا الجديد يمكن أن ينقل عدواه خلال فترة حضانته، السابقة لظهور الأعراض. وتستغرق الحضانة نحو 6-7 أيام، قبل شعور المصاب بالحمى والسعال. وخلص العلماء الآيرلنديون إلى أن العدوى تنتقل على الأرجح قبل يوم واحد من ظهور الأعراض. لكنها يمكن أن تحدث قبل ثلاثة أيام من بدء الأعراض. وحذروا من أن انتقال العدوى من مصابين لم تبدُ عليهم أعراض يتسبب في تفشٍّ لا يمكن السيطرة عليه.