-A +A
«عكاظ» (نيويورك )

أكد مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي، أنه ثبت للجميع أن مخزون العالم من الأسلحة سواءً النووية أو التقليدية، وقف عاجزاً أمام مواجهة فايروس كورونا الضئيل، الذي أربك العالم بأسره، وهو ما يعطينا دافعاً للتفكر، والإدراك بأن المواجهة والتسلح لن تصل بنا إلى أي مكان، لا من حيث مواجهته ولا إرساء السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم.

وقال خلال مشاركته في الاجتماع الافتراضي رفيع المستوى الذي نظمه الوفد الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، حول دور مسؤولي المؤسسات الدينية لمختلف الشرائع في معالجة التحديات المتعددة لكوفيد 19: «إن هذا الوباء أثبت أن الجميع متساوٍ حيث لا يفرق بين بلد أو عرق أو دين، وأنه ينبغي لنا أن نعزز روابط الأخوة وأن نعمل سوياً على تحقيق أهدافنا المشتركة». مضيفاً: على العالم مواجهة ومعالجة الكراهية ضد الأجانب وأشكال التعصب بجميع أنماطها، حيث نشاهد اليوم تزايد الهجمات ضد السكان المنحدرين من أصول آسيوية وأفريقية، وكثير منهم من المسلمين، وأن معالجة كراهية الأجانب هي ليست فقط الاتجاه الصحيح الذي يجب القيام به، بل هي سياسة الصحة العامة الصحيحة، حيث إن التنمر الذي يتعرض له ضحايا الكراهية ضد الأجانب جعلهم يخشون التقدم للحصول على الاختبار أو العلاج إذا كانت لديهم أعراض كوفيد 19، ما سمح للفايروس بالانتشار بينهم.

وأشار إلى أن القرار الاستثنائي والمؤلم الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتعليق الصلاة في الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة ولأول مرة منذ قرون وخلال أكثر الشهور قدسية وهو شهر رمضان المبارك جاء ليؤكد أن الإسلام يعزز الحياة، ويضع صحة الإنسان فوق كل اعتبار، وأن القرار اتخذ بناءً على إرشادات خبراء الصحة العامة للحد من انتشار وتداعيات كورونا.

وأعرب المعلمي عن تقديره لمندوب المملكة المغربية الدائم السفير عمر هلال، لتنظيمه هذا الاجتماع المهم، مؤكدًا أن الإيمان يساعد ملايين البشر على اجتياز هذا الوقت العصيب، ومن المهم إعطاء مسؤولي المؤسسات الدينية الأدوات التي يحتاجونها للمساعدة على تحقيق ذلك، وتشجيعهم على اتباع إرشادات خبراء الصحة العامة، وأن يكون لهم دور في مد جسور المحبة والتعاضد في هذا الوقت العصيب، وأن يسهموا في نشر الوعي وتعزيز إرشادات خبراء الصحة العامة، واستغلال ثقة الناس فيهم.

وجدد التأكيد أن هذا القرار كان صعبًا للغاية بالنسبة للكثير من المسلمين الذين كانوا يتطلعون إلى زيارة أقدس بقاع الأرض، مشيراً إلى أن القرار حظي بتأييد هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، وأيده العديد من الهيئات والمجالس المماثلة في جميع أنحاء العالم.