أوضح السفير الياباني أن اليابان حريصة على المساهمة في التنمية الثقافية للمملكة.
أوضح السفير الياباني أن اليابان حريصة على المساهمة في التنمية الثقافية للمملكة.
-A +A
أمل السعيد (الرياض) amal222424@
أكد السفير الياباني لدى المملكة تسوكاسا إيمورا أن المملكة نجحت في الحفاظ على معدل الوفيات نسبيا جراء جائحة كورونا، وبين أنه لمس من خلال جهود الحكومة السعودية عزمها على منع انتشار الفايروس في المملكة.

وقال السفير الياباني في مقابلة مع «عكاظ» إن العلاقات السعودية اليابانية رائعة للغاية منذ مدة طويلة وستتطور بشكل أكبر خلال الأعوام القادمة، فبفضل التزام المملكة طويل الأمد بتزويد اليابان بإمدادات مستقرة من النفط استطاعت تحقيق نموها الاقتصادي الجذري في الماضي.


وأضاف السفير تسوكاسا أن اليابان ملتزمة جدياً بدعم الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي السعودي في إطار رؤية 2030.

وأشار إلى أنه يشجع المجتمع الياباني لزيارة السعودية بعد التغلب على أزمة فايروس كورونا، ويدعو الشعب السعودي لزيارة اليابان واستكشافها لمعرفة اليابانيين أكثر. وستكون أولمبياد طوكيو وأولمبياد المعاقين في العام القادم فرصة جيدة لنا جميعا.

وقال خلال حديثه لـ«عكاظ» في الرياض أتوقع أن يكون عقار «أفيغان» الذي تم تطويره في اليابان ذا فعالية في معالجة مصابي فايروس كورونا، إذ تم استخدامه في علاج نحو 3000 حالة.

وفي ما يلي نص الحوار:

• كيف تقيم العلاقات بين المملكة العربية السعودية واليابان؟

•• العلاقات الثنائية بين اليابان والمملكة العربية السعودية متميزة تماما منذ فترة طويلة، تمتعت عائلتنا الإمبراطورية والعائلة المالكة السعودية بعلاقات رائعة للغاية. في عام 2017، أصبح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أول ملك سعودي يزور اليابان منذ عام 1971، حيث قام الملك فيصل بزيارة لليابان. وشارك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في أوساكا العام الماضي، كما حضر الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز حفل تنصيب جلالة الإمبراطور الجديد في أكتوبر العام الماضي. علاوة على ذلك، لقد أعطت زيارة رئيس الوزراء آبي إلى المملكة في يناير 2020 زخما جديدا لعلاقاتنا الواعدة بالفعل.

آمل بصدق أن مثل هذه العلاقة الودية بين اليابان والمملكة العربية السعودية ستستمر إلى الأبد وتتطور بشكل أكثر خلال السنوات القادمة.

• ماذا عن حجم التبادل التجاري بين المملكة واليابان؟

•• في ما يلي حجم التبادل التجاري بين البلدين لعام 2018: الصادرات السعودية إلى اليابان: نحو 33.8 بليون دولار أمريكي. والواردات السعودية من اليابان: نحو 4.1 بليون دولار أمريكي.

في الفترة الماضية تطورت علاقاتنا الاقتصادية إلى جانب تجارة النفط والمعاملات التجارية. بالنسبة لليابان، إن المملكة العربية السعودية هي من أهم الدول في مجال استيراد النفط. وبفضل التزام المملكة طويل الأمد بتزويد إمدادات مستقرة، استطاعت اليابان تحقيق نموها الاقتصادي الجذري في الماضي. وبالمقابل، التزمت اليابان بتنويع صناعات النفط السعودية المصبة. والآن، أصبح تعاوننا أوسع وأعمق في مجالات مختلفة. نحن واثقون من أن السعودية واليابان ستطوران شراكتهما في المستقبل.

• من الناحية الاقتصادية، ما دور اليابان في رؤية المملكة ٢٠٣٠؟

•• اليابان ملتزمة جديا بدعم الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي السعودي في إطار رؤية 2030. عندما يتعلق الأمر بالشراكة الاقتصادية، قدمنا ​​بنجاح آلية جديدة، «الرؤية اليابانية - السعودية 2030»، والآن نعمل معا بشكل وثيق في عدة مجالات للتعاون. وفي أكتوبر الماضي، قامت المجموعة المشتركة بمراجعة الرؤية السعودية - اليابانية 2030، وتم تبادل 13 مذكرة تفاهم جديدة خلال منتدى الأعمال الذي عُقد كحدث جانبي لهذه المجموعة.

• كيف ترى التغييرات الثقافية التي حدثت في المملكة العربية السعودية؟

•• أرى التغييرات التي يشهدها المجتمع السعودي أخيرا مفاجآت بالنسبة لي، وكنتُ في المملكة في التسعينات كنائب السفير في السفارة اليابانية. لقد شاهدت برامج مواسم السعودية في العام الماضي في جميع أنحاء المملكة بما في ذلك الرياض وجدة وكذلك المواقع التاريخية مثل العلا التي يتم تطويرها بشكل أسرع. فاليابان حريصة على المساهمة في التنمية الثقافية للمملكة حتى نتمكن من تبادل مزيد من الخبرات الثقافية بين البلدين على المستوى الشعبي. وفي هذا الإطار، أقيم بنجاح معرض للحرف اليدوية اليابانية من منطقة توهوكو في المتحف الوطني في فبراير كأحد برامج الرؤية اليابانية - السعودية 2030 المذكور آنفا، بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. وأذكر أن برنامج التأشيرات الإلكترونية السعودية يقدم دفعة تاريخية لتوسيع التبادل بين الشعبين. وأشجع الشعب الياباني لزيارة المملكة العربية السعودية عندما نتغلب على أزمة فايروس كورونا، وأود أن أطلب من الشعب السعودي زيارة اليابان واستكشافها لمعرفة اليابانيين أكثر، وستكون أولمبياد طوكيو وأولمبياد المعاقين في العام القادم فرصة جيدة لنا جميعا.

• هل صحيح تم اكتشاف أدوية لعلاج كورونا في اليابان؟ وهل دواء «أفيغان» من الأدوية التي تستخدمها في علاج كورونا؟ وما هو بروتوكول اليابان؟

•• يتوقع أن يكون عقار «أفيغان» الذي تم تطويره في اليابان ذا فعالية في معالجة مصابي فايروس كورونا، لقد تم استخدامه في علاج نحو 3000 حالة. وفي حالة إثبات فعالية هذا العقار سيتم الاعتماد عليه قريبا لاستخدامه كعلاج لمرضى فايروس كورونا المستجد. كما تم الاعتماد على عقار «ريمديسيفير»، الذي تمت الموافقة على استخدامه في الولايات المتحدة أخيرا، وأيضا في اليابان في 7 مايو. نحن حريصون على تطوير مثل هذه الأدوية المضادة للفايروسات بالتعاون مع القطاع الخاص والمجتمع الدولي.

• كيف رأيت الإجراءات التي أخذتها المملكة العربية السعودية للحد من انتشار كورونا؟

•• ألمس أن السلطات السعودية عازمة على منع انتشار فايروس كورونا في المملكة، ونجحت في الحفاظ على معدل الوفيات منخفضا نسبيا. أتمنى أن هذه الإجراءات الصارمة التي تتخذها السلطات السعودية ستؤدي إلى انخفاض عدد المصابين بفايروس كورونا المستجد في المملكة.

• هل المستشفيات والأنظمة الصحية في اليابان مجهزة؟

•• حتى الآن، لقد تمكنت المراكز الطبية اليابانية من التعامل مع الوضع وتسيطر عليه. ومع ذلك، فإن بعض الحكومات المحلية التي تواجه عددا من المصابين بفايروس كورونا تعاني من نقص المعدات الطبية والأسرة في المستشفيات المعينة. وتقوم حكومة اليابان من جانبها بدعم تلك الحكومات المحلية حتى تتمكن من الحصول على المعدات الطبية اللازمة وتوفير الخدمات الطبية الكافية للمواطنين. أتوقع تحسن الوضع من خلال تعافي العديد من المرضى وتخصيص المزيد من الخدمات الطبية للمرضى.

• كيف ترى الوضع الحالي للعالم عامة واليابان خاصة في ظل انتشار فايروس كورونا؟

•• إن فايروس كورونا أثر على العالم بأسره اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا. المجتمع الياباني ليس استثنائيا. أعلن رئيس الوزراء آبي حالة الطوارئ في الشهر الماضي التي تم تمديدها أخيرا حتى نهاية مايو، مع الأخذ بعين الاعتبار تخفيف القيود. ولا يزال الشعب يبقون في منازلهم حتى أثناء العطلات الوطنية الطويلة. ويبقى العديد من المحلات التجارية والمطاعم مغلقا، وتم إلغاء أو تأجيل بعض الفعاليات، بما فيها ألعاب طوكيو الأولمبية والألعاب الأولمبية للمعاقين التي تمت إعادة جدولتها إلى صيف 2021.

• ما هي الإجراءات التي اتخذتها اليابان لحماية مواطنيها؟ وهل تم وضع قيود معينة عليهم خلال هذه الفترة (كمنع السفر والتجول)؟

•• أوصت حكومة اليابان شعبها بالبقاء في المنزل ما لم يكن ذلك ضروريا.

بشكل خاص، تؤكد الحكومة على ضرورة تجنب 3 حالات «C» لمنع تفشي العدوى، وهي كالتالي: 1- مغلقة (Closed-off): مساحات منغلقة مع تهوية غير كافية، 2- مزدحمة (Crowded): مساحات مزدحمة بوجود عدد كبير من الناس، 3- محادثة قريبة (Close Conversations): محادثات عندما تقف بالقرب من الآخر. من المؤكد أن التفشيات المجتمعية تبدأ في الأماكن التي تندرج تحت هذه الحالات الـ«C» الثلاث.

• كلمة أخيرة أو ربما نصيحة للناس؟

•• في الوقت الذي نشهد فيه أصعب الأيام بسبب هذه الأزمة، فإننا نشهد أيضا أن حضارتنا بدأت ببطء ولكن بثبات تخلق بعض حكمة الحياة المبتكرة وبعض القفزات التكنولوجية مثل العمل عن بعد، حتى أن بعض المؤرخين والفلاسفة بدأوا في الجدال بأنه سيكون هناك تغيير نموذجي كبير بعد هذه الأزمة. على الرغم من أننا سنستمر في مواجهة سلسلة من التحديات في الأيام القادمة، إلا أننا يجب أن نتغلب على الأزمة عاجلا أو آجلا من أجل خلق عالم أفضل، وليس عالما مريرا. ويجب أن نثق يوما بظهور سطر فضّي بعد هذه السحابة الأغمق.