-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@
بحلول الذكرى الثالثة لبيعة الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، وتقلد مهمات الملفات الرئيسية للإصلاح؛ باعتباره المسؤول عن تصميم وتنفيذ رؤية المملكة، يستعيد الوطن السعودي من الماء إلى الماء ومن الجبل إلى الصحراء بكل اعتزاز مشهد التحولات الكبرى، ويجدد المواطنون بيعتهم لمن وعدهم ووفى بوعده فكان سنداً وعوناً للطموحات والمبادرات وسيفاً حاسماً في وجه الفساد والمحسوبيات، ولا تزال الآمال معقودة على حفيد المؤسس المتقدم بخطى الواثق نحو الارتقاء بشعبه وتحقيق الرفاه خلال أعوام قادمة مؤذنة باستكمال ما شرع فيه من مسيرة التطوير والتنمية بدءا من بيئة الأعمال، كون القطاع الخاص ركيزة من ركائز رؤية المملكة 2030. واستوعب الجهاز الإداري الرافد للرؤية التوجه وتعاطى مع القرار بمسؤولية، فرفع كفاءة الخدمات الحكومية، وعزز فعالية التواصل مع القطاع الخاص وإشراكه في صنع القرار، وعدّل اللوائح وحدّث الأنظمة وكفل التطوير القضائي وحرر إجراءات تعزيز الشفافية، فتبوأت المملكة مركزاً بين أفضل 20 دولة منافسة في المؤشرات الدولية، وتم تطبيق إصلاحات اقتصادية عبر أكثر من 400 إجراء، وتقدمت إلى المرتبة الرابعة من دول العشرين بحسب تقييم البنك الدولي؛ بفضل التزامها الجاد بتحسين اللوائح والأنظمة في مجالات مهمة، مثل توفير الكهرباء وحماية المستثمرين والتداول عبر الحدود وإنفاذ العقود، وجاءت في المرتبة 39 بتصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي للتنافسية، في مجال استقرار الاقتصاد الكلي وحجم السوق والبنية التحتية والمهارات. وسجلت معطيات النمو ثابتا بنسبة 1.8% في عام 2019 و2.1% في عام 2020 بحسب توقعات صندوق النقد الدولي، وتم خفض الاعتماد على إيرادات النفط المالية من 81% في عام 2015 إلى 67% في عام 2018، وزيادة بنسبة 20% في النفقات الرأسمالية في عام 2019 للحفاظ على النمو الاقتصادي، وعلى إجمالي الناتج المحلي بنسبة 19% في عام 2018، لتكون ثاني أقل معدل بين دول مجموعة العشرين.

وعد خبراء توجه ولي العهد نحو قيادة إصلاحات أساسية في المجالات السياسية والاقتصادية، معيارا أساسيا لقياس مؤشرات تطوير البلاد وتنوع الإنجازات ما بين الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ضمن خطط تحديثية وجذب استثمارات أجنبية والانفتاح على العالم.


وشهدت المملكة إصلاحات حقيقية وجذرية غير مسبوقة؛ خصوصا في التنمية والعناية بالمرأة ومنحها مساحتها الكافية والكفيلة بتحقيق شراكتها بموجب المواطنة وتعزيز تفاعلها مع محيطها ومع المجتمع الدولي الذي غدت منظومته واحدة في كثير من التفاعلات الحيوية.

فيما تلقى المجتمع السعودي ذو الأغلبية الشبابية التحولات والقرارات بصدر رحب؛ كونها تؤمن حاضره ومستقبله وترفع كفاءة اقتصاده وتسوق ثقافته ليجمع بين أصالته وبين عصرية تقدم منهجها الإسلامي السلوكي بكل حضارية وبحس متسامح ومنفتح.

وأثمرت جهود المملكة الرامية إلى إصلاحات آنية ومستقبلية، معالجات إيجابية تصب في خانة المكونات الاجتماعية بما فيهم المرأة والشباب برعاية مبادراتهم وتحفيزهم على الاستمرار بالدعم والتمكين وبذل الجوائز التشجيعية وتمويل المشاريع.

ويؤكد عضو مجلس الشورى الدكتور زهير فهد الحارثي أن ذكرى مرور ثلاثة أعوام على تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد مناسبة وطنية نعزز فيها الانتماء والولاء لهذا الوطن الكبير من خلال ترسيخ العلاقة اللافتة ما بين القيادة والمواطن.

وثمن الحارثي ثقة الملك سلمان ببعد نظره وفراسته واختياره الأمير محمد وليا للعهد منذ ثلاثة أعوام ليكون موضع ثقة وطن بأكمله ولينطلق ببلاده إلى مرحلة تنموية كبيرة لمرحلة ما بعد النفط، لافتا إلى أنه منذ تولي الأمير محمد ولاية العهد انعكست السلاسة والانسيابية في تولي السلطة مع استحقاقات الأسرة الحاكمة كمؤسسة حكم، مستعيداً المحطات التاريخية التي عاشتها السعودية وبرهنت على الترابط واستباق الأحداث، ما جعل النتائج تأتي مخالفة لكل التكهنات والتنبؤات، مشيراً إلى أن الذاكرة تستحضر هنا نظام هيئة البيعة في بلادنا الذي شكل تحولاً نوعياً في المشهد السياسي العربي؛ باعتباره منظومة دستورية لحل الإشكالات التي قد تطرأ حين انتقال السلطة في الأنظمة الملكية، وتبين ذلك في آلية تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد والتي تمت بموافقة أغلبية هيئة البيعة برقم غير مسبوق، ما يعزز الثقة في مؤسسة الحكم ويعكس مدى الاحترام والثقة في إمكاناته وقدراته والرهان على جهوده.

وأوضح الحارثي أن العام الماضي شهد قرارات تاريخية لمن يستوعب أبعادها؛ منها ما هو داخلي وما هو مرتبط بملفات خارجية بهدف حماية أمن بلادنا ومصالحها العليا، فضلا عن الأوامر الملكية التي صدرت وضخت دماء جديدة في شرايين الجهاز الحكومي تعزيزا للمشاركة السياسية وإكمال مسيرة البناء، مؤكداً أن المملكة كانت إحدى الدول التي تفوقت بما أنجزته على أرض الواقع بشهادة المحايدين، إذ طبعت بصمتها بتعاملها اللافت والمثالي مع الأحداث ما جعلها حديث وسائل الإعلام.

ووصف التعاطي السعودي مع الأزمة بالواقعية والصراحة والمباشرة بدءا بالخطابات الأبوية الصادقة لوالد الجميع ملك البلاد، ومرورا بتصريحات المسؤولين الشفافة والدقيقة لتحقيق أمن وسلامة المواطن والمقيم وتأمين المعيشة الكريمة لهما، باعتبارها الرسالة التي حرصت القيادة السعودية على إيصالها ونفذتها الحكومة بمهنية عالية واحترافية.

وعدّ الأمير محمد رجل دولة مارس السلطة والإدارة في سن مبكرة بالقرب من القدوة النموذج والده الملك سلمان، حفظه الله، فتسلح بثقة كبيرة وعقلية متقدة وذاكرة محتشدة وحماسة وطنية باذخة تلحظها في أحاديثه ولقاءاته، ما تمثل في حسم أمره في مشروعه الإصلاحي وتجاوز الماضي بالمضي قدما بتلمس حاجات المواطنين واستشعار حجم الأمانة وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ما انعكس على شعبيته الطاغية في بلادنا وعزز حركتها الدائبة لإنتاج وعي ثقافي وتنموي في المنظومة الاجتماعية وتحقيق عيش كريم للمواطنين.

وأشاد بإسهام ولي العهد في تصويب العلاقة مع أمريكا وفضح السياسة الإيرانية والعمل على تحجيم نفوذها في العراق ولبنان واليمن، وغدت المملكة مدار تحول وتموضع للسياسة الدولية من خلال الحضور السياسي السعودي ومواقفه.

وعد احتفاء السعوديين بذكرى مرور 3 أعوام على تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد طبيعيا وعفويا في ظل دعم خادم الحرمين وولي العهد لتطلعات شعبهما بما يفوق تصورات أغلب المتفائلين ممن لم يتوقعوا أن تتحقق هذه الإصلاحات في حياتهم والتي كانت شيئا من الأحلام والخيالات، مضيفاً أن حربه ضد الفساد خطوة غير مسبوقة في تاريخ المملكة في تاريخها الحديث المعاصر وقرارات تمكين المرأة السعودية لتتبوأ مكانها الذي يليق بها.

وجدد الثقة في الرؤية الشجاعة والإرادة الجادة والواقعية وقدرة اتخاذ القرار ومواجهة النتائج والتعاطي معها، كلها أدوات مفصلية في شخصية ولي العهد الذي استطاع من خلالها أن يجعل بلاده تحت الأضواء بشكل إيجابي وبصورة أكثر إشراقا واحتراما. ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جاء في اللحظة التاريخية المناسبة لبلادنا من أجل نقلها لمرحلة جديدة وضرورية إن أردنا الحقيقة.

وأكد أن قرارات المملكة في تعاملها مع أزمة كورونا كانت الحدث الأهم الذي يعكس قدرة القيادة السعودية على اتخاذ القرارات الصائبة.