آل هادي
آل هادي
-A +A
«عكاظ» (الباحة)

لم تغب عن ذاكرة رئيس المجلس البلدي لأمانة منطقة الباحة أحمد مسفر آل هادي، مشاعر الغبطة أثناء صعود المؤذن إلى سطح مسجد القرية الحجري ليرفع الأذان دون مكبرات، وينتشر صوته في الآفاق، مؤذناً بانتهاء يوم صيام شاق وطويل.

ويروي آل هادي لـ«عكاظ» قصة رمضانه الأول وهو في سن التاسعة ويدرس في الصف الثالث الابتدائي مع زملاء في نفس العمر، إذ قال «كنا نتنافس في الصوم رغم العناء والمشقة التي كنا نعيشها، إذ ننطلق مع بكور الصباح سيراً على الأقدام إلى المدرسة التي تبعد عن المنزل مسافة ليست بالقصيرة، وننهي يومنا الدراسي مع صلاة الظهر، ونعود والأسرة تنتظرنا لنكمل يوم عمل في رعي الاغنام أو مساعدة الأهل في الزراعة، ثم نستكمل دورنا بمساعدة أمي في تحضير الإفطار؛ كونها وحيدة، ولم يكن الإفطار يزيد على مكونين: الخبزة والشوربة فقط، ويتقاسم جماعة القرية تأمين الإفطار في المسجد بالتناوب، كل أسرة تؤمن في يومها القهوة والتمر والماء».

ولا ينسى آل هادي تحلق الجيران في ساحة المسجد لانتظار الأذان، والأعين تترقب المؤذن عندما يرتقي سطح المسجد ليؤذن معلناً موعد الإفطار، وبتناول التمر والماء تقام صلاة المغرب ويعود الجميع للمنازل لاستكمال الإفطار.

وأضاف: «هكذا ينتهي اليوم الأول في رمضان، وتتبعه بقية الأيام على ذات المنوال»، مؤكداً أنه برغم قسوة الظروف وقلة ذات اليد إلا أنه كان للصوم مذاق ونكهة خاصة «لا زلنا نتذكرها إلى الآن».