بعد أكثر من عشر سنوات متتالية افتقد سكان كيلو 11 جنوب شرق جدة فعالية عادتهم السنوية في صباح أول أيام عيد الفطر المبارك والمتمثلة في الاجتماع على مائدة إفطار واحدة، حيث كانوا قبلها يقومون بمعايدة بعضهم البعض في داخل المنازل عبر القيام بجولة جماعية لجميع منازل سكان الحي للتهنئة بالعيد.
ودأب سكان الحي الشعبي القديم على إعداد سفرة الإفطار، بينما يذهب البعض الآخر لجلب المأكولات من منازلهم والتي تشتمل على الكبسة بأنواعها والسمك والفتة بالسمن والعسل والمكرونة والمرسة والعريكة إضافة إلى العديد من الوجبات الشعبية الأخرى والتي تجمع سكان الحي على مائدة الإفطار بعد معايدتهم لبعضهم في أجواء حميمية رائعة.
وكان أحد شباب حي كيلو 11 قد بادر قبل أكثر من عشرة أعوام بجمع الجيران في مكان واحد بالحي للمعايدة وتناول طعام الإفطار متكفلا بجلب لوازم سفرة الإفطار من مفروشات وماء وصابون وخلافها رافضا أن يشاركه أحد من السكان ابتغاء للمثوبة من الله ومبررا ذلك بأنه كفيل بزيادة الروابط الأخوية بين الجيران، ويتيح للنساء الحرية الكاملة في المعايدة بمنازل نساء الحي.
وانتقل الشاب إبراهيم حسين الجعفري إلى رحمة الله قبل ٧ أعوام تقريبا وتسبب ذلك في موجة حزن كبرى لسكان الحي لما كان يتمتع به من روح مرحة وأخلاق عالية وتربية حسنة، وبعدها أصر والده على إكمال ما سنه نجله في كل عيد من حيث التكفل بلوازم سفرة الإفطار وسط دعوات الجيران التي لا تنقطع بالرحمة والغفران لمن جمعهم على مائدة واحدة كان آخرها العام الماضي قبل أن تتسبب جائحة كورونا في اتخاذ المملكة للإجراءات الاحترازية بالتباعد الاجتماعي وحظر التجول حفاظا على سلامة الجميع.