بثبات واثق، وبصيرة عالم، وحرفية خبير، وبشفافية مسؤول لديه من شجاعة المصارحة، ما يمكنه من تحمل المسؤولية في أوقات المحن والشدائد.. رسخت السعودية، أمس، إستراتيجيتها في إدارة الأزمات الصعبة في أزمنة الخطر، ومهدت للأجيال القادمة طريقا وعرة، عجزت عن تعبيدها دول عظمى، بإمكاناتها ومقدراتها الجبارة.
25 يوما تفصل السعودي والمقيم على أرض المملكة، عن عودة الحياة الطبيعية، بمفهومها الجديد القائم على التباعد الاجتماعي، إلى ما كانت عليه قبل فترة إجراءات منع التجول، بسبب جائحة الفايروس القاتل، التي تقرر لها أن تعود في 21 يونيو القادم.
القرار السعودي برهان جديد تقف وراءه منظومات كبيرة ومتعددة، وثقت في قدراتها القيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ لتقدم أنموذجا عصريا لـ «السعودية الجديدة» في أشد وأعنف اختبار عرفته البشرية.
وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة أطل على السعوديين والعالم، أمس، يبشرهم أنهم على موعد لطالما تحينوه وترقبوه وانتظروه بصبر وشغف (الخميس) القادم، على أمل انجلاء الغمة وانقشاعها، وغياب رائحة الموت وأرقام وبيانات الإصابات.
الوزير الربيعة، أكد أنه بعد مضي خمسة أشهر من هذه الجائحة التي واجهت خلالها الأنظمة الصحية العالمية صعوبات كبيرة في التعامل معها، أصبح المجتمع اليوم أكثر وعياً بهذا الفايروس وتطبيق آليات التباعد الاجتماعي، فهي تجربة جديدة على الجميع.
وأشار إلى أن الدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للقطاع الصحي، وكل ما تم استثماره في هذا القطاع جعل القدرات الصحية والجاهزية في أفضل مستوياتها، وما تم اتخاذه من احترازات مبكرة، أعطى الفرصة للسيطرة على وتيرة انتشار فايروس «كورونا» المستجد والاستعداد له، ونشر الثقافة والوعي في المجتمع، ومكن من الحفاظ على النظام الصحي، ومضاعفة القدرة الاستيعابية للمختبرات، وغرف العناية الحرجة، وأجهزة التنفس الصناعي، خلال الفترة الماضية.