ما إن دخلت الدقيقة الأولى من الساعة السادسة من صباح أمس (الخميس)، وبعد السماح بالتجول جزئياً، إلا وانطلقت مواكب السيارات تجوب الشوارع بشكل مكثف وكأنها في سباق أدت إلى زحمة مرورية في جازان وعسير ونجران وبعض المحافظات التابعة لها، ما تسبب في حالة من الخوف والهلع، خصوصاً أن البعض لم يلتزم بالإجراءات الاحترازية للوقاية من فايروس كورونا.
وشهدت طرق وشوارع عسير منذ الساعة الأولى للسماح بالتجول الجزئي، ازدحاماً شديداً للمركبات، وإقبالاً كبيراً من المواطنين على محلات الأنشطة التجارية المختلفة.
«عكاظ» رصدت خلال جولتها الميدانية، عدم التزام الكثيرين بقواعد الحماية والسلامة من فايروس كورونا، كارتداء الكمامة الطبية، والحفاظ على مسافة عند التعامل مع الآخرين.
وقال محمد القحطاني وفهد مشني وسعد سيف، إنه على الرغم من سعادة البعض بقرار السماح بالتجول الجزئي، إلا أن هناك حالة من القلق والخوف في ضياع مجهودات وزارة الصحة نتيجة تساهل الغالبية في عدم التقيد بالإجراءات الاحترازية، إذ إن هناك العديد من المواطنين، لم يلتزموا، في ظل غياب الوعي رغم التحذيرات والإرشادات اليومية من قبل الجهات المختصة باتباع التعليمات والانصياع لها، فيما سينعكس ذلك سلبياً وبشكل كبير جداً على كل ما يُعمل ليلاً ونهاراً في سبيل تقليص أعداد المصابين. وطالبوا الجهات المعنية، بفرض عقوبات مشددة على المتساهلين في عدم التقيد بالإجراءات الاحترازية، لكي يتم ردع كل شخص غير مبال والذي سيكون سبباً رئيساً في انتشار الفايروس ونقله إلى الآخرين.
وفي محافظة الداير بني مالك شرق منطقة جازان شهدت المحافظة كثافة مرورية عالية منذ بدء الساعات الأولى لرفع منع التجول الجزئي في جميع مناطق المملكة وزحاماً في الشوارع والمحلات التجارية. وساد ذلك عدم الالتزام بالتعليمات والتقيد بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية الخاصة والتي صدرت من وزارتي الصحة والداخلية بضرورة العمل بها من التباعد الاجتماعي ولبس الكمامة القماشية وترك التجمعات لكن الواضح كان العكس، إذ أبدى الكثير من المواطنين تذمرهم من هذه المشاهد التي وصفوها بغير المنطقية وكان الرهان على وعي المواطن أولاً.
ووصف جبران حسن المالكي المشاهد بالمؤسفة. وقال إن الاندفاع نحو التسوق بهذه الطريقة أمر غير مبرر، خصوصاً أن الوقت أصبح متاحاً والسلع متوافرة وكان على الجميع التريث واختيار الأوقات المناسبة للخروج والالتزام بالتعليمات الصحية فالمرض والعدوى للجميع، مبيناً أنه لم يتوقع هذا الزحام وعندما شاهده عاد لبيته. وقال «أحمي نفسي وعائلتي أفضل من الدخول بين الزحمة وكل الأمور متيسرة ووقت السماح طويل ولا داعي لهذا التكدس منذ الصباح الباكر».
من جهته بيّن حسن جبران المالكي أن بعض العمالة لم تلتزم بالتعليمات في المحلات التجارية كما نصت القرارات، وهناك قلة وعي واندفاع غير مبرر وهو ما قد يفاقم المشكلة مرة أخرى. ويقول «عندما شاهدت بعض المناظر المؤسفة قمت بتأجيل أعمالي لوقت لاحق، فالمخاطرة في مثل هذه الظروف قد تكون عواقبها وخيمة والجائحة قد تقتل وتصيب الكثير بسبب عدم الالتزام». مبيناً أنه على الجهات الرقابية أن تضرب بيد من حديد وتطبق العقوبات على غير الملتزمين بالتوجيهات وخاصة من العمالة.
وعانت محافظة محايل عسير صباح أمس ازدحاماً مرورية بسبب الإقبال الكبير من المتسوقين من جميع الفئات. وقال المواطن علي أحمد من أهالي المحافظة إنه لم يشاهد هذا الزحام الشديد حتى في مناسبات الأعياد، مشيراً إلى أنه شاهد الناس غير ملتزمين بلبس الكمامات ولم يطبقوا التباعد مما ينذر بحدوث نقل للعدوى. وأضاف أن الأطفال بكثرة في الأسواق وكذلك النساء وكبار السن. من جهة أخرى شهدت صناعية محايل ازدحاماً واختناقاً مرورياً وانتشرت دوريات المرور والدوريات الأمنية في الطرقات والممرات.