هل كان الغرب والصين سيتصادمان لو لم تندلع جائحة فايروس كورونا الجديد؟ أم أن الحديث عن «الغرب» -بهذا الإطلاق- ليس دقيقاً، لأن المناكفات الحالية تبدو أمريكية- صينية، وليست غربية- صينية؟ وزاد الأمر بالطبع إقرار البرلمان الشيوعي الصيني الأسبوع الماضي قانون الأمن الخاص بهونغ كونغ، ما حمل الرئيس دونالد ترمب على إنهاء الوضع التفضيلي للمستعمرة البريطانية السابقة التي أعادتها لندن للحضن الصيني في عام 1997. وتردد في لندن أمس أن بريطانيا تدرس إيجاد آلية سريعة لمنح سكان هونغ كونغ الجنسية البريطانية! هل هو الخطأ الصيني المزعوم الذي أدى إلى «تسرب» فايروس كورونا الجديد من أحد المختبرات الصينية؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ لا يشك كثيرون في أن لدى الغرب نية مبيتة أصلاً لمواجهة الصين، للحد من ازدهارها الاقتصادي، وتطورها الصناعي، وتوسع علاقاتها الخارجية، خصوصاً في المستعمرات الغربية السابقة في أفريقيا، وأمريكا اللاتينية. وهي أصداء لماضٍ ربما يجهله كثيرون، منذ عهد «حرب الأفيون»، التي وضعت الصين تحت الوصاية البريطانية فعلياً، وانتهاء بأزمة فايروس كورونا الجديد، التي لم تمنع بكين من استعراض عضلاتها العسكرية لتأكيد حقها في بحر الصين الجنوبي، والتهديد بضم تايوان. وها هم الغربيون يعتبرون أن قانون الأمن الصيني الجديد في هونغ كونغ يعني أن الصين قررت التخلي عن تعهداتها لبريطانيا في 1997 بأن تظل هونغ كونغ «بلد واحد بنظامين»، وهو ما يعني بدوره أن خوض معركة مع الصين هو الخيار الأوحد لحل هذا المأزق. وهو بالطبع شرط غريب، كأنك تطلق زوجة وتشترط على أهلها عدم تزويجها، أو عدم السماح لها بالعودة للدراسة، ونحو ذلك. وهي الشروط نفسها التي وضعت للصين في ما يعرف بـ«حرب الأفيون». وأدت تلك الخلفيات إلى بروز نظام الحزب الشيوعي، بقيادة الزعيم ماو تسي تونغ، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. فهل يؤدي الخلاف بين الأطراف الغربية والصين بسبب فايروس كورونا الجديد إلى واقع دولي جديد؟ من يدري.. فالليالي من الزمان حبالى... مثقلات يلدن كل عجيب!