تشير أدلة متزايدة من دراسات أجريت في الصين، التي اندلع منها فايروس كورونا الجديد في ديسمبر 2019، وفي إيطاليا، وهي أول بلد أوروبي يعلن وقوع إصابات بوباء كوفيد-19، أنه حتى المرضى الذين أصيبوا بأعراض طفيفة لهذا الوباء قد يعانون مشكلات صحية طويلة الأمد بعد تعافيهم. وقال رئيس وحدة القلب بمعهد العلوم الإكلينيكية في بافيا بإيطاليا البروفسور روبيرتو بيدريتي، لمجلة «غود هيلث»، «إن ما نراه في المستشفيات لا يعدو أن يكون قمة جبل الجليد». وزاد: تركيزنا ينصب حالياً على معالجة المرضى في الحالات الحرجة ليتعافوا من كوفيد-19. لكن يجب علينا أيضاً دراسة التأثير الصحي المستقبلي للفايروس. وأعرب بيدريتي عن خوفه من أن تجد الخدمات الصحية في دول العالم أنها تكافح من أجل العناية بعدد متزايد من المتعافين من كوفيد-19 الذين سيصبحون معاقين بسبب الضرر الذي يلحق بالرئتين من جراء الإصابة بالفايروس، ما يؤدي إلى تضاؤل قدرات الرئتين، وما يعني ضرورة إخضاع هؤلاء المتعافين لبرامج إعادة تأهيل مكثفة ليستعيدوا جودة حياتهم بمستواها السابق لإصابتهم. ويقول الأطباء إن فايروس «سارس-كوف-2»، الذي يسبب كوفيد-19، يصيب الرئتين بضرر شديد، يقلص قدرتهما على تمرير الأكسجين للدم، وإخراج ثاني أكسيد الكربون من الدم. حتى المتعافون يمكن أن يصابوا أثناء معركتهم مع الفايروس بالتليف الرئوي، الذي يجعلهم عرضة للإصابة بضيق التنفس بشكل متزايد. وأشارت دراسة في مدينة ووهان؛ بؤرة انطلاق الفايروس في 2019، إلى أن صور الأشعة المقطعية لنحو 81 مصاباً بالفايروس أظهرت أعراض تليف رئوي حتى لدى المرضى الذين لم تظهر عليهم الأعراض (Assymptomatic). وذكرت السلطات الصحية في هونغ كونغ في مارس الماضي أن 25% من المرضى الـ10 الأوائل الذين سمح لهم بمغادرة المستشفى بعد تعافيهم من كوفيد-19 كانوا لا يزالون يعانون من ضيق في التنفس، خصوصاً إذا أسرعوا في سيرهم. وقال المدير الطبي لمركز الأمراض المعدية في هونغ كونغ الدكتور أوين تسانغ تاكيين إنه على رغم التعافي، فإن بعض المصابين المتعافين يعانون انخفاضاً في وظائف الرئتين بنسبة تراوح بين 20% و30%. وحذرت اللجنة الاستشارية العلمية التابعة للحكومة البريطكانية من أن المتعافين من كوفيد-19 سيعانون شعوراً بالتعب الشديد، وبضيق التنفس شهوراً عدة بعد تعافيهم. وفي هولندا، حذر مدير جمعية أطباء الصدر الهولنديين من أن تبعات كوفيد-19 قد تصيب حتى المتعافين الذين لم يكونوا بحاجة لدخول المشافي. وذكر أطباء في ووهان بالصين أنهم لاحظوا معاناة مصابين من احمرار العين، ولزوجتها. وقال أستاذ طب العيون بجامعة أكسفورد البروفسور روبرت مكلارن إن الإصابة بهذا الوباء تسبب مشكلات في العيون، خصوصاً مشكلات مؤقتة، كعدم وضوح الرؤية.