-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
سؤال مثير يسأله الناس حول العالم: هل وهنت شراسة فايروس كورونا الجديد؟ وإذا كانت الإجابة نعم، فلماذا تشهد دول العالم موجة جديدة من الإصابات المرتفعة العدد؟ ولعل الإجابة سؤال آخر: هناك إصابات كثيرة، ولكن لماذا تراجع عدد الوفيات في الآونة الأخيرة؟ بالنسبة إلى عدد الإصابات، فقد بلغ أمس (السبت) 16 حالة بين كل مليون نسمة من سكان المعمورة. وهو ثاني أعلى معدل للإصابات منذ اندلاع نازلة كورونا في ديسمبر 2019. فخلال الأيام السبعة الماضية بلغ متوسط عدد الإصابات المؤكدة 114 ألفاً، في مقابل 86 ألفاً خلال الأسبوع الأول من مايو 2020، جراء التفاقم المريع للإصابات في أمريكا الجنوبية، والهند، وروسيا. بيد أن معدل الوفيات الناجمة عن فايروس كوفيد-19 يبلغ اليوم 67 وفاة بين كل مليون نسمة في الكوكب الأرضي. وهو يقل كثيراً عن الذروة التي بلغها في 6 أبريل الماضي، وهي 1.35 وفاة من كل مليون نسمة. ومنذ 29 مايو الماضي بلغ عدد الوفيات في المتوسط 4300 وفاة يومياً، في مقابل 5100 وفاة يومياً مطلع الشهر نفسه. وخلال الأسابيع الماضية بلغ عدد الإصابات الجديدة 10 حالات بين كل مليون شخص. لكنه اليوم يصل إلى 16 حالة لكل مليون نسمة. وقادت تلك الأرقام كثيرين إلى الزعم بأن الوهن بدأ يدب في الفايروس الشرير. غير أن ذلك الزعم لا يسنده دليل علمي. وكان مدير مستشفى سان رافائيلي بمدينة ميلانو الإيطالية الدكتور ألبرتو زانغريللو هو من قال ذلك الأسبوع الماضي. وأشار إلى أن كمية الفايروس المكتشفة في أجسام المصابين في أواخر مايو الماضي كانت «متناهية الصغر»، مقارنة بالكمية المكتشفة في فترة سابقة بعد اندلاع الجائحة. وأضاف أنه يبدو أن الطريقة التي يتفاعل بها الفايروس مع مضيفه قد تغيرت. وسرعان ما وجد زانغريللو من يعضده. فقد أعقبه مدير وحدة الأمراض المُعدية بمستشفى سان مارتينو في مدينة جنوى الإيطالية ماتيو باسيتي بتصريح جاء فيه «أن القوة التي ظهر بها الفايروس قبل شهرين ليست هي القوة نفسها التي تراها اليوم». وانضم إليهما نهاية الأسبوع الماضي الباحث بالمركز الطبي بجامعة بتسبيرغ الدكتور دونالد ييلي بالقول إنه يعتقد أيضاً بأن «الفايروس آخذ في التغيّر». وأشار إلى تضاؤل عدد نتائج الفحوصات الإيجابية، وانحسار عدد المرضى المنومين الذين هم بحاجة إلى أجهزة تنفس اصطناعي. بيد أن خبيرة الأوبئة بمنظمة الصحة العالمة الأمريكية ماريا فان كيرخوف قالت إنه لا يوجد دليل علمي يثبت أن فايروس كورونا الجديد انتابه الوهن أكثر مما كان عليه سابقاً. وزادت: من حيث القدرة على التفشي فإنها لم تتغير. وبالنسبة إلى شراسة الفايروس فإنها لم تتغير. وقال أستاذ الأمراض المُعدية بكلية لندن للصحة والطب المداري الدكتور مارتن هيبرد إنه لا دليل حتى الآن يمكن أن يعضد تلك الادعاءات. ورجح أن الأرقام المتضاربة قد تكون ناجمة عن تحسن كبير في عمليات الفحص. وقد استثمر زعماء دول العالم أموالاً ضخمة منذ اندلاع الوباء في تحسين أجهزة الفحص، وتسريع ظهور نتائجها. ففي المملكة المتحدة -مثلاً- زادت القدرة على الفحص من 2000 اختبار يومياً مطلع مارس الماضي إلى 200 ألف يومياً بحلول نهاية مايو الماضي. وبسبب التوسع في الفحوصات تظهر زيادة في عدد الإصابات عالمياً. وعزا علماء آخرون انحسار الوفيات، وتزايد عدد الإصابات إلى ارتفاع الوعي بالوباء، ما يعني أن الناس سيسارعون لطلب العلاج قبل أن تتدهور حالاتهم. ويضاف إلى ذلك تحسن محاولات العلاج، خصوصاً عقار ريمسيديفير، المخصص أصلاً لعلاج فايروس حمى إيبولا.