فوتشي: الموجة الأولى لم تنته بعد.
فوتشي: الموجة الأولى لم تنته بعد.
-A +A
«عكاظ» (واشنطن) OKAZ-online@
يرفض العلماء الأمريكيون ادعاءات قادة سياسيين أن الولايات المتحدة تخوض معركة ضارية ضد «موجة ثانية» من وباء فايروس كورونا الجديد. وتساءل كبير مستشاري الحكومة في شؤون الأمراض المُعدية الدكتور أنتوني فوتشي: كيف نتحدث عن موجة ثانية وعدد الإصابات الجديدة لدينا يتعدى 20 ألفاً كل يوم. وقطع فوتشي بأن الولايات المتحدة لا تزال تصارع الموجة الوبائية الأولى، «دعونا نخرج من الموجة الأولى قبل أن تأتينا موجة ثانية». وكانت الإصابات بلغت ما يشبه الذروة في أبريل الماضي، وأخذت تنخفض من جراء التدابير المشددة، التي شملت إغلاق المتاجر، والمدارس، والنقل العمومي. لكنها سرعان ما اندلعت في نيويورك. ويرى العلماء الأمريكيون أن التوصيف الدقيق للوضع في الولايات المتحدة ينبغي أن يقال فيه إن البلاد لا تزال في أتون الموجة الأولى، ومن الطبيعي أن تنخفض الإصابات في ولايات، وتتفاقم في ولايات أخرى. وقال خبير الإنفلونزا بجامعة ميتشيغان الدكتور برنولد مونتو: أنا أسميه تفشياً متواصلاً، لا يخلو من أماكن تتزايد فيها الإصابات. وذكر المدير المكلف السابق لمركز الحد من الأمراض الدكتور ريتشارد بيسر أن الفايروس يتفشى في أرجاء الولايات المتحدة، ويضرب أماكن مختلفة، بدرجات من الشدة متفاوتة، وفي أوقات مختلفة. ويبدو أن تعبير «الموجة الثانية» زج به علماء وخبراء وباء الإنفلونزا الموسمية، في سياق شرحهم للوضع في أتون جائحة كورونا. غير أن الموجة الثانية في وباء الإنفلونزا عادة ما تكون هجوماً من نوع مختلف وراثياً من الفايروس الذي تسبب في الموجة الأولى. فهل تلك هي الحال مع فايروس كورونا الجديد الذي لم يتعرض لتحورات وراثية تذكر منذ ظهوره في مدينة ووهان بالصين، في ديسمبر 2019؟

وينتقد علماء الأوبئة الأمريكيون من يدعون حدوث موجة وبائية ثانية حالياً، باعتبار أن ذلك الزعم يعطي المواطنين انطباعاً خاطئاً بالطمأنينة، بالاعتقاد بأن أسوأ ما في الوباء قد ولّى، وهو موجته الأولى. وفي الوقت نفسه، يخشى كثيرون أن يكون الخريف، وانخفاض درجة الحرارة قبل دخول الشتاء، مقدمة لموجة ثانية من تفشي فايروس كورونا الجديد، خصوصاً بعد إعادة فتح المدارس. ويستند هؤلاء إلى نموذج تفشي الفايروسات التنفسية المسببة للإنفلونزا، ونزلات البرد العادية. ويرون أن الموجة الثانية ستكون أعنف وأقسى وأشد من الأولى، بسبب استمرار عدم التوصل إلى لقاح، أو دواء ناجع لمرض كوفيد-19.