أندرس تيغنل
أندرس تيغنل
-A +A
«عكاظ» (بروكسل) OKAZ_online@
تمسك كبير علماء الوبائيات في السويد أندرس تيغنل، بأن العالم لا يريد أن يفهم لماذا نصح حكومة بلاده بعدم تطبيق إجراءات الإغلاق والحجر المنزلي لمواجهة جائحة كورونا؛ وهو القرار الذي أدى الى أكبر نسبة وفيات في العالم بالقياس الى عدد سكان البلاد، وتسبب ذلك في اضطرار تيغنل الى الاستقالة من منصبه الحكومي الكبير. وأعلن تيغنل أمس الأول أنه يريد الذهاب للتمتع بعطلته الصيفية، غير أنه كما يبدو سيضطر لقضائها داخل بلاده، بعدما قررت دول الاتحاد الأوروبي حظر قدوم السويديين الى أراضيها، في ما يعرف بقائمة السفر الآمن. وكان تيغنل شن هجوماً مسعوراً الأسبوع الماضي على منظمة الصحة العالمية، بدعوى أنها نصحت ما سماه «الدول المخبولة» بفرض تدابير الإغلاق الكامل لدرء الجائحة. وسعى الى تبرير موقفه بالقول إن العالم يتعامل مع المراحل الأولى من معركة طويلة مع جائحة كوفيد-19، التي لا تعرف لها نهاية. وزاد أن استراتيجيته التي اتبعتها الحكومة نصحت بإبقاء البلاد مفتوحة، وتدريب الشعب على اتباع ضوابط التباعد الجسدي؛ واصفاً ذلك بأنه الطريقة الواقعية الوحيدة لمواكبة المعركة الطويلة ضد الفايروس. لكن تيغنل كسب جزءاً من معركته نهاية الأسبوع الماضي، حين أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها قررت إعادة النظر في تقويمها للوضع الصحي بالسويد، وأخرجتها من قائمة الدول الـ11 التي تشهد تفشياً متسارعاً للوباء. وقالت المنظمة (الجمعة) إن معدلات العدوى في السويد «مستقرة» حالياً، وإن العدد الكبير في عدد الإصابات يعزى الى تزايد إجراء الفحوصات. وعلى رغم أن العلماء يجمعون على أن التقويم النهائي للاستراتيجية التي اتبعتها ستوكهولم، بمشورة تيغنل، لن تتضح معالمه إلا بعد انتهاء الجائحة؛ فإن الحقيقية تبقى ممثلة في أن عدد الوفيات من كل 100 ألف شخص في السويد فاق خمسة أضعافه في الدنمارك المجاورة، طبقاً لأرقام مؤشر جامعة جونز هوبكنز. ويرى تيغنل أن الإغلاق التام يمكن أن يسفر موقتاً عن احتواء الفايروس، لكنه لن يمنع عودته. كما أن الإغلاق يكلف دفع ثمن باهظ يمكن تفاديه. وأشار الى تزايد العنف الأسري، والوحدة، واستشراء البطالة. وقال: جميع الأدوية لها آثار جانبية. كذلك الإغلاق له جوانب سالبة إذا قارنّاه بالإجراءات الأخرى التي من الممكن اتباعها.