سيكون هذا الصيف حاسماً في معرفة مصير الإنسانية في مواجهة فايروس كورونا الجديد؛ إذ إن ست قارات في العالم تشهد حالياً تجارب سريرية على عدد من اللقاحات الواعدة، التي إذا نجح أي منها في تحقيق الغرض المنشود، فسيكون العالم قد وضع بذلك حداً لجائحة كورونا، التي فاق عدد موتاها حتى أمس 504 آلاف شخص. ويقوم علماء بريطانيون وصينيون بحقن آلاف الأشخاص في البرازيل، وجنوب أفريقيا، والإمارات بلقاحين تم تطويرهما أخيراً. وستبدأ شركات أدوية أمريكية تجارب سريرية على 30 ألف شخص اعتباراً من يوليو. كما سيخضع 30 ألف أمريكي للقاح بريطاني الصنع خلال أغسطس القادم. لكن العلماء المختصون بالأوبئة والأمراض الناجمة عن الفايروسات يرون أن على أجهزة الإعلام عدم تضخيم التوقعات، لأنهم لا يتوقعون أن يوفر اللقاح الجديد الحماية نفسها التي وفرها لقاح الحصبة، مثلاً. بيد أن علماء آخرين في التخصصات نفسها يقولون إنه حتى لو وفّر اللقاح الجديد حماية بنسبة 50%، فذلك سيكون إنجازاً كبيراً. وحتى لو ثبت نجاح لقاح جديد، هل سيكون متاحاً لكل شخص؟ الإجابة ببساطة: لا. فقد أعلنت معظم الحكومات والشركات المطوّرة للقاحات أنها ستكرس ملايين الجرعات الأولى للكوادر الصحية، والمسنين، والأشخاص ذوي الأمراض التي تجعلهم فريسة سهلة لـ(كوفيد-19). وتجري التجارب حالياً على أكثر من 15 لقاحاً في أرجاء العالم. وتقول دول، مثل تايلند، إنها تقوم بتطوير لقاح خاص بشعبها وحده. ولا توجد أي ضمانات بأن اللقاحات الجديدة ستكون ناجحة، لأن العلماء لا يعرفون على وجه الدقة أي قدر من رد الفعل ستنتجه تلك اللقاحات في نظام المناعة البشري. وتقوم الصين بتطوير لقاح يعتمد على التقاط فايروس كورونا الجديد، وقتله، ثم استخدامه للتلقيح. وهي تكنولوجيا توصف بالقدم، لكنها يمكن الاعتماد عليها. فبتلك الطريقة تمت مكافحة شلل الأطفال، وبعض أنواع نزلات البرد. بينما تعتمد اللقاحات الأخرى، خصوصاً البريطانية، ليس استهداف الفايروس نفسه، بل «المسامير» البروتينية التي تملأ سطح الفايروس، ويستعين بها الفايروس لاقتحام خلايا المصاب. ويعتمد اللقاح الذي تقوم شركة موديرنا الأمريكية بتطويره على حقن الإنسان السليم بأحد الرموز الوراثية لفايروس كورونا الجديد، ليقوم الرمز (كود) بتوجيه الجسم بإنتاج مسامير بروتينية يستطيع جهاز المناعة التعرف عليها.