حالات المس والعين والحسد الأكثر طلباً للرقاة.
حالات المس والعين والحسد الأكثر طلباً للرقاة.




طلال آل سليم
طلال آل سليم
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@ محمد السبيعي (الخرمة) okaz_online@ نادر العنزي (تبوك) nade5522@ أحمد اللحياني (مكة المكرمة) okaz_online@
مع ارتفاع الحس الصحي لدى الجميع، وأخذ التحذيرات التي تصدرها الجهات المعنية حول ضرورة التباعد الاجتماعي، والنأي عن كل ما يشتبه فيه لنقل العدوى، توجهت الأنظار إلى الرقاة الشرعيين ومقراتهم التي كانت مقصدا لمئات المرضى الباحثين عن العلاج والتداوي بالقراءة، إذ تعتبر هذه المقرات، في حال مخالفتها للتعليمات المرتبطة بمنع انتشار فايروس كوفيد-19، بيئة نشطة وصالحة لانتشار الفايروس، خصوصا أن العلاج يعتمد على النفث وتناول الماء «المقري» عليه. وقد تنبهت الجهات المسؤولة مبكرا إلى هذه المخاطر وقررت إيقاف هذا النشاط إلى حين جلاء الأزمة. ووقفت «عكاظ» على العلاج بالرقية في زمن الجائحة، وتبين التزام الغالبية من الرقاة بالتوجيهات والتعليمات الصادرة بشأن الفايروس، بتطبيق شروط التباعد وإيقاف القراءة الجماعية، والاكتفاء بمريض واحد، وإبقاء المنتظرين في سياراتهم ريثما يتم الانتهاء من مراجعة المريض الأول، ومع ذلك تم رصد بعض الحالات المعزولة، ومع انتشار ثقافة التباعد نشط بعض الرقاة في الوصول إلى مقرات المرضى والقراءة عليهم، واستخدام تطبيقات الهاتف الذكي في التواصل مع المرضى.

هؤلاء الأكثر حضوراً لدى الرقاة


أوضح الراقي الشرعي المعتمد طلال مسفر آل سليم أن الجهات المختصة أبلغت الرقاة المعتمدين كافة قبل شهرين بإيقاف الرقية وعدم استقبال أي حالة، مضيفا أن الرقاة كافة امتثلوا لتلك الأوامر وتم بالفعل إيقاف أنواع الرقية كافة. واستدرك آل سليم أن هناك دورا تكامليا واضحا بين الرقاة المعتمدين من الجهات المختصة وعيادات الطب النفسي، إذ تمت إحالة الكثير من المرضى النفسيين الذين يأتون إلى الرقاة وتوجيههم إلى عيادات الطب النفسي. وأشار إلى أن أكثر الحالات التي تأتيه حالات المرضى النفسيين، تليها حالات أمراض المس والعين وغيرها.

وشكر الراقي الشرعي آل سليم الجهات المعنية لحرصها الشديد على سرعة تنفيذ الإجراءات الوقائية لاحتواء أزمة كورونا، مضيفا أن إحدى طرق تطويق المرض ومنع انتشاره الامتناع عن استقبال المرضى في الوقت الحالي.

جلسة الرقية بـ 500 ريال

في الوقت الذي يتخذ فيه العالم أجمع احتياطات احترازية صارمة ضد فايروس كورونا (كوفيد-19)، تبدأ من التباعد الاجتماعي، وتصل إلى إغلاق المطارات والحدود، لمنع انتقال العدوى بالرذاذ المنبعث من السعال والعطاس، وعن طريق ملامسة الأسطح أو المصافحة، لا يزال بعض الرقاة يمارسون أنشطتهم وينفثون في وجوه المرضى أو في الزيت والماء قبل شربه، مستغلين حاجة الناس للتداوي والعلاج، فالغريق يتمسك بقشة.

ورصدت «عكاظ» عددا من الرقاة وتواصلت مع بعضهم عبر تطبيق «الواتساب»، إذ أوضح أحد هؤلاء الرقاة بأنه سيتقاضى 500 ريال نظير حضوره للمنزل ورقي المصاب وإعطائه المياه «المقري» عليها والزيوت. فيما أكد آخر، بعد التواصل معه، أن مواعيد القراءة يوميا من الساعة الـ 2 ظهرا حتى الساعة الـ 4 عصرا، وعزز خياره بخريطة لموقع منزله.

لا قراءة جماعية.. ابق في سيارتك

أكد عدد من المواطنين توقف مراجعتهم للرقاة الشرعيين خلال جائحة كورونا تنفيذا للتوجيهات الصادرة بمنع التجمعات والحث على التباعد الاجتماعي لمنع انتشار الفايروس.

وقال سليم العمري: اعتقد أن مقار الرقاة الشرعيين كغيرها من الأماكن التي تكثر فيها التجمعات، فالمعروف قيام الرقاة بجمع أكثر من شخص في مكان واحد والقراءة عليهم لوقت يصل إلى ٢٠ دقيقة وهذا الوقت والتجمع كفيل بنقل العدوى وانتشار الأمراض التي تحذر منها الجهات ذات الاختصاص، مؤكدا أن الكثير من الرقاة الشرعيين توقفوا عن القراءة وتحديد المواعيد للمراجعين، فيما البعض يقوم بالقراءة بشكل فردي ويبقى الشخص في سيارته حتى يغادر الآخر.

واعتبر عبدالله النفيعي الرقاة الشرعيين مقصد الكثير من المرضى والمصابين بالمس اعتقادا منهم أن الراقي يستطيع إبطال هذا المس أو السحر أو العين من الجسد، وهناك من يتم شفاؤه والبعض يكرر المراجعات دون فائدة، وتوقف الكثير من الرقاة الشرعيين في مكة المكرمة بسبب كورونا، والبعض يستقبل بحدود قليلة لا يتجاوز 2 في الجلسة الواحدة ويتلقى الزبون الحجز على الهواتف المحمولة.

وأشار أبو عبدالرحمن (راق شرعي)، إلى أنه يتم تخصيص وقت في الظهر لمن يرغب القراءة ولا يتم تجميع المرضى ويكتفى بشخص واحد في الجلسة، ويتم إدخال الآخر بعد مغادرته.

مسموح حسب الضوابط

أكدت وزارة الصحة في وقت سابق أن الرقية الشرعية مسموح بها في المستشفيات ومراكز الرعاية النفسية بحسب الضوابط الشرعية.

وتتضمن اللائحة التنفيذية لنظام الرعاية الصحية النفسية 11 بندا، يلزم أولها المنشأة العلاجية النفسية بإبلاغ المرضى وذويهم عن إمكانية الاستعانة بأحد الرقاة الشرعيين، متبوعة بـ10 بنود تنظم «الرقية» داخل المستشفيات، وتلزم «الطبيب المختص» بحضور ما أسمته اللائحة «جلسات الرقية».

وأكدت الوزارة عدم صحة ما تم تداوله بشأن إقرار تعديلات على اللائحة التنفيذية لنظام الرعاية الصحية النفسية. وشددت على أنه لا توجد تعديلات على اللائحة، وأن الرقية الشرعية مسموح بها في المستشفيات بحسب الضوابط الشرعية. وكانت شائعات زعمت أن الوزارة أقرت تعديلات على اللائحة التنفيذية لنظام الرعاية الصحية النفسية، تسمح بإجراء جلسات الرقية الشرعية داخل منشآت الصحة النفسية. ودعا ذلك وزارة الصحة إلى إطلاق «تنبيه مهم» عبر حسابها في «تويتر» يؤكد أنه لا توجد تعديلات على اللائحة.

سجن وإبعاد متحرش

صدرت أحكام بالسجن والجلد على عدد من الرقاة لإدانة بعضهم بالتحرش والنصب والاحتيال، ومخالفة التعليمات والعمل بالرقية دون ترخيص أو إذن.

واتهمت النيابة العامة راقيا باستخدام الخنق في العلاج، كما اتُهم آخر بالتحرش بسيدة، مبررا فعلته النكراء بمحاولة إخراج الجني من رحمها وتم عمل كمين للمتهم وضبطه، واعترف في التحقيقات بأنه تواصل مع فتيات برسائل وصور غرامية عبر برنامج «الواتساب»، كما أقر بأنه يمارس الرقية دون تصريح. واعترف بملامسة رأس الفتاة وأنكر وضع يده في أماكن حساسة، وصدر حكم عليه بالسجن والإبعاد («عكاظ» 29 يناير 2020).

وفي واقعة مماثلة قبل سنوات شهدتها الجهات المختصة، استغلت كوافيرة عملها بين النساء لتروج لنفسها أنها وسيطة لدى شخص ادعت أنه شيخ بإحدى الدول الأفريقية، يتولى القراءة عن بعد لعلاج السحر والعين والعقم. ونجحت في نصب شباكها على مواطنة في الثلاثين من عمرها، كانت تتردد عليها من حين لآخر، حتى عرفت أسرارها الأسرية، ونجحت في الإيقاع بها والاستيلاء على 50 ألف ريال بزعم إرسالها إلى الشيخ المزعوم، كما استولت على مبالغ ومجوهرات ولاذت بالفرار.