لم يكن اختيار وزير السياحة أحمد الخطيب أحد المواقع الملبدة بالضباب في سماء الباحة خلفية لمناقشة ملف «السياحة العالمية» مصادفة، فموقعها الاستراتيجي، ومكانتها التاريخية، وموروثها الثقافي والاجتماعي، جعلها منطقة يرتادها السيّاح من داخل وخارج المملكة نظراً لما تحويه من طبيعة خلّابة وشواهد تاريخية وآثار مثل الحصون والقلاع، إضافة الى العديد من المدرّجات الزراعية التي يعود عمرها الى آلاف السنين.
وانطلاقاً من اهتمام الخطيب بالسياحة، أطل من الباحة خلال مشاركته (الإثنين)، في ختام أعمال الاجتماع الـ46 للجنة منظمة السياحة العالمية الذي استضافته المملكة بمدينة الباحة.
وأكد وزير السياحة أحمد الخطيب أن صدور قرار مجلس الوزراء بالموافقة على نظام صندوق التنمية السياحي برأسمال 15 مليار ريال، من أهم الخطوات التي اتخذتها المملكة أخيراً لدعم القطاع السياحي، مشيراً إلى أن الصندوق يهدف إلى تحفيز صناعة السياحة، وتنويع مصادر الدخل الوطني وتوفير المزيد من الفرص الاستثمارية الجاذبة للمستثمرين من داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى تطوير وجهات وتجارب سياحية متميزة وذات مستوى عالمي.
وبين أن الاجتماع يأتي امتداداً لجهود مواجهة جائحة كورونا، إذ سبق ذلك اجتماع وزراء السياحة في مجموعة دول الـ20 لمناقشة جائحة كورونا وأثرها على قطاع السياحة عالمياً بتاريخ 24/4/2020، واجتماع الجلسة الطارئة للمجلس الوزاري العربي للسياحة لمناقشة آليات مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة في ظل الجائحة بتاريخ 17/6/2020.
وأوضح أن الاجتماعات جاءت في مرحلة تتطلب تفعيل العمل المشترك لمواجهة التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم بسبب جائحة كورونا. ونوه بالعلاقة المتينة والشراكة القوية التي تجمع المملكة ومنظمة السياحة العالمية.
وقال: «المنظمة من الشركاء الأساسيين، ونعمل مع المنظمة في العديد من المشاريع منها إعداد دراسة عن إسهام المرأة في القطاع السياحي في إقليم الشرق الأوسط إدراكاً لدور المرأة في التنمية، كما نعمل على استضافة اجتماعات ومؤتمرات المنظمة في المملكة لإبراز ما تتميز به المملكة من مواقع جذب سياحي».
وعن الدور الذي تقوم به المملكة من خلال رئاستها مجموعة الـ20 في مجال السياحة، أضاف الوزير: «العمل على تعزيز الجهود الدولية لدعم قطاع السياحة، حيث عقد في أبريل الماضي اجتماع استثنائي مع وزراء السياحة في مجموعة الـ20 لمناقشة الآثار السلبية التي عانى منها القطاع السياحي نتيجة الأزمة»، متطلعا لاجتماع وزراء السياحة في أكتوبر القادم لمناقشة أبرز التطورات، والتأكيد على أهمية الاستمرارية في العمل المشترك عالمياً.
وتابع: نعمل على تحقيق إجراءات ملموسة من خلال الحكومات على المستوى الإقليمي والدولي لتوفير الحلول الداعمة للقطاع السياحي، والعمل مع الحكومات والمنظمات الدولية لدمج قطاع السفر والسياحة في برامج الإنعاش الاقتصادي.
وحول الإجراءات التي اتخذتها المملكة للعودة للحياة الطبيعية الجديدة بين الخطيب: نحن في المملكة اتخذنا منهجا تدريجيا لعودة الانتعاش الاقتصادي، مع إعطاء الأولوية لسلامة المواطنين والمقيمين، وأطلقنا فعاليات صيف السعودية تحت شعار «تنفس»، لبدء موسم سياحي يستمر لأكثر من 100 يوم.