كشفت الندوة الخاصة عبر الإنترنت لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، والذي أطلق عليه مسبار الأمل دخول دولة الإمارات بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر مرسوم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بإنشاء وكالة الإمارات للفضاء، وبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، أطلق عليه اسم «مسبار الأمل» لتكون بذلك دولة الإمارات واحدة من بين تسع دول فقط تطمح لاستكشاف هذا الكوكب.
وكانت الندوة التي انطلقت ظهر اليوم بحضور الشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان سفير دولة الإمارات لدى المملكة والذي استهل الندوة بقولة: العلاقات بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية علاقات تاريخية لها جذر اجتماعي واحد في هذه المنطقة المهمة إستراتيجياً على خارطة العالم، لأنها علاقات وثيقة مستدامة لا تقتصر على مرحلة زمنية، بل تستند إلى قواعد راسخة ومقومات صلبة تمدها بالعزم والإصرار وتعززها بالابتكار والإبداع.
وأضاف: ما يتحقق من إنجازات مشتركة بين البلدين على أرض الواقع، فإننا نقف اليوم على نموذج مميز من العلاقات الثنائية التي أصبحت محل اهتمام المنطقة والعالم فهي تبرهن كل يوم قدرة البلدين على تقديم نموذج فريد من التكامل واستشراف المستقبل الذي يستلهم قيادة البلدين العزم للمضي بثقة نحو تحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات وفي جميع المجالات.
كما شارك في الندوة والتي دعت إليها الهيئة السعودية للفضاء بقيادة الدكتور عبدالعزيز آل الشيخ، المدير التنفيذي للهيئة وسارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة قائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» وحضور الدكتور المھندس محمد ناصر الأحبابي المدیر العام لوكالة الإمارات للفضاء.
وقال آل الشيخ: تأسست الهيئة السعودية للفضاء بموجب أمر ملكي في ربيع الآخر 1440 (ديسمبر 2018)، وهي خطوة شجاعة نحو مستقبل أكثر ابتكاراً وتطلعاً لأحدث التقنيات والفرص في قطاع الفضاء السعودي، حيث تتوافق أهداف الهيئة السعودية للفضاء مع تطلعات المملكة نحو حياة أكثر جودة وتقدماً.
وأضاف: حرصت الهيئة السعودية للفضاء في رؤيتها نحو خلق بيئات أفضل وأكثر أماناً لمواطنيها، مع خلق فرص جديدة لمزيد من الابتكارات المربحة الداعمة للاقتصاد السعودي.
وحول سؤال «عكاظ» في الندوة حول تمكين الأحلام الشابة من استكشاف إمكانيات جديدة في قطاع الفضاء من خلال التخصصات في الجامعات في السعودية والإمارات، قال آل الشيخ: تلتزم الهيئة السعودية للفضاء وكذلك الإمارات برعاية وإثراء المواهب الشابة بطريقة مدروسة، من خلال توفير فرص للدراسة والعمل بمجالات العلوم التطبيقية (الفيزياء، الرياضيات) والهندسة وعلم الفلك؛ وتهدف إلى خلق مستقبل واعد في مجال الفضاء وتوفير فرص واعدة لانهائية لشباب وشابات الوطن.
حيث نسعى لاستكشاف آفاق جديدة لتمكين جيل الشباب الذي سيضع المملكة والإمارات في مقدمة الدول المشاركة في مهمات الفضاء على الساحة العالمية من خلال برامج نوعية مُحكمة.
وقال الدكتور المھندس محمد ناصر الأحبابي المدیر العام لوكالة الإمارات للفضاء: سينطلق المسبار في مهمته عام 2020، ومن المخطط أن يصل إلى المريخ بحلول عام 2021، تزامناً مع ذكرى مرور خمسين عاماً على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة. ويجري التخطيط والإدارة والتنفيذ لمشروع المسبار على يد فريق إماراتي يعتمد أفراده على مهاراتهم واجتهادهم لاكتساب جميع المعارف ذات الصلة بعلوم استكشاف الفضاء وتطبيقها، إذ تشرف وكالة الإمارات للفضاء على المشروع وتموله بالكامل، في حين يطور مركز محمد بن راشد للفضاء المسبار بالتعاون مع شركاء دوليين.
وأكدت سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، قائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» في الندوة، أن أهداف المهمة في بناء موارد بشرية إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وتطوير المعرفة والأبحاث العلمية والتطبيقات الفضائية التي تعود بالنفع على البشرية.
وقالت: المشروع هو تأسيس لاقتصاد مستدام مبني على المعرفة وتعزيز التنويع وتشجيع الابتكار، والارتقاء بمكانة الإمارات في سباق الفضاء لتوسيع نطاق الفوائد، وتعزيز جهود الإمارات في مجال الاكتشافات العلمية، وإقامة شراكات دولية في قطاع الفضاء لتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة.