في ظل استمرار عدم وجود دواء ناجع، ولقاح فعال للوقاية من وباء كوفيد-19؛ يبدو أن ارتداء قناع الوجه (الكِمامة) سيكون أهم مقومات إستراتيجية الدول للخروج من قيود الإغلاق الذي لجأت إليه لمواجهة تفشي الوباء. وفي بريطانيا، بعدما شوهد رئيس الحكومة بوريس جونسون مرتدياً كمامة، بعد طول تمنُّع؛ بدأت أصوات الوزراء ترتفع بشأن احتمال إعلان وجوب ارتداء الكمامة في الأماكن العامة. وقال جونسون أمس الأول إنه يتفق مع المستشارين العلميين لحكومته على جدوى ارتداء قناع الوجه للعودة إلى العمل، واستخدام وسائل النقل العمومي. وكان عمدة لندن صادق خان هدد هذا الأسبوع بأنه إذا لم تعلن حكومة المحافظين إلزامية ارتداء قناع الوجه، فإنه سيصدر أمراً بذلك في حدود العاصمة البريطانية. ونصحت الوزيرة الأولى في أسكتلندا نيكولا ستيرغن مواطنيها بارتداء الكمامة داخل الأماكن المغلقة التي يصعب الحفاظ فيها على مسافة التباعد الجسدي، كوسائل النقل، والمتاجر. وقالت إن التعليمات تشمل جميع المواطنين من سن سنتين فما فوق. لكنها قالت إنها لا تستطيع إلزامهم بذلك، لأن الدراسات في شأن جدوى الكمامة وغطاء الوجه القماشي «لا تزال محدودة» على حد تعبيرها. وقالت نائبة المستشار العلمي للحكومة البريطانية البروفسور أنجيلا ماكلين إن اللجنة الاستشارية العلمية أفتت بأن ثمة «دلائل ضئيلة على وجود تأثير ضئيل» للكمامة في منع المصاب بالفايروس من نقل عدواه للآخرين. وأوضح وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني مايكل غوف أمس الأول أن الحكومة تخطط لتكوين مخزون إستراتيجي من الكمامات غير الطبية، ليتسنى للشعب استخدامها في وسائل النقل والأسواق. بيد أن ارتداء قناع الوجه بات مشهداً مألوفاً في جميع أرجاء العاصمة البريطانية. وحذر مسؤولو الخدمة الصحية الوطنية من أن أي تعليمات بوجوب ارتداء الكمامات ستخلق نقصاً ستعاني منه الكوادر الصحية. وقالوا إن من شأن تعليمات من هذا القبيل أن تدفع الشعب إلى حملة مسعورة لشراء الكمامات المتاحة في الأسواق. وأضافوا أن كثيراً من البريطانيين سيسعون للبحث عن كمامات بأفضل المواصفات، وهي الأنواع التي يستخدمها الكوادر الصحية، إذ إنها مصنوعة بحيث تقلل احتمالات تسرب أي رذاذ صادر عن أي مصاب. وفي بلجيكا المجاورة، أضحى ارتداء قناع الوجه إلزامياً اعتباراً من السبت، خصوصاً في المتاجر، ودور السينما، والملاهي، والأماكن الترفيهية المغلقة. وقالت حكومة بروكسل إنها وسعت إلزامية ارتداء الكمامات في وسائل النقل، لتشمل المؤتمرات، ودور العبادة، والمتاحف، والمكتبات العامة. أما بالنسبة للأطفال دون سن الـ12 فإن ارتداء الكمامة اختياري.