يظن رئيس النظام التركي رجب أردوغان أن تركيا، تحت رايات عثمانيته الجديدة، يمكن أن تفرض نظاماً دولياً جديداً قادراً على الهيمنة على الغرب، وعلى بلاد العرب والمسلمين، من خلال أيديولوجية التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، الذي وفر له مقراً في إسطنبول، حيث تقيم قيادات الإخوان الذين لحقت بهم الهزائم المتتالية في مصر، والسودان، وسورية، ودول الخليج. وتقوم سياسة أردوغان على الابتزاز، كما هي حاله حين يهدد الاتحاد الأوروبي بفتح حدود بلاده لمغادرة اللاجئين السوريين. وعلى التخويف، كما هي حاله حين يحاول السيطرة على مياه البحر الأبيض المتوسط. وكذلك على فرض الأمر الواقع، كاحتلاله لليبيا عبر المرتزقة الذين يأتي بهم من الشمال السوري. ومشكلة أردوغان المصاب بداء تضخم الذات أنه يريد أن يلعب بالبيضة والحجر من خلال تعمد الاصطدام بالحلفاء الغربيين في منظمة حلف شمال الأطلسي، كإقدامه على شراء منظومة الصواريخ الروسية القائمة على تفكيك أسرار طائرات الحلف الأطلسي. كما أنه يمارس اللعبة الخطيرة نفسها في علاقاته الغامضة مع روسيا، التي تتعامل مع تدخلات أردوغان في سورية وليبيا باعتبارها مهدداً خطيراً لمصالحها في البلدين. ولا بد أن ساعة مواجهة أردوغان للحقيقة قد دنت.