كوفيد-19 يجتاح الأنظمة الصحية حول العالم.
كوفيد-19 يجتاح الأنظمة الصحية حول العالم.
-A +A
«عكاظ» (لندن، واشنطن، برلين) وكالات (عواصم) OKAZ_online@
يخطو وباء كوفيد-19 بخطى متسارعة بعدما تعدى عدد المصابين به عالمياً 14.22 مليون نسمة (السبت). وارتفع عدد الوفيات في العالم أمس إلى أكثر من 600 ألف وفاة. ووصل عدد المتعافين عالمياً إلى 8.5 مليون شخص. وأعلنت الأمم المتحدة في مقرها الأوروبي بجنيف أمس الأول، أنها قررت رفع تقديراتها للمساعدات المطالبة لإعانة الفقراء على تحمل تبعات الجائحة، إلى 10.3 مليار دولار. وعزت ذلك إلى أن عدد من هم بحاجة لمساعدات إنسانية تضاعف في أتون الجائحة من 110 ملايين إلى 250 مليون نسمة.

واستمرت الولايات المتحدة في تصدر دول العالم الأشد تضرراً، إذ يقترب عدد المصابين من 4 ملايين (3.77 مليون السبت)، وارتفع عدد الوفيات هناك إلى 142.065 وفاة. ويفوق عدد الإصابات في بعض الولايات نظيرها في دول بحالها. فقد بلغ عددها في ولاية فلوريدا أمس 327.241، فيما وصل بولاية أريزونا إلى 138.523 إصابة. واضطرت ولايتا كاليفورنيا وتكساس (الجمعة) إلى نشر أطباء الجيش الأمريكي لمساعدة الأطباء المدنيين في مشافيهما، لمواجهة الارتفاع الكبير في حالات التنويم بمرض كوفيد-19. ولا يزال الجدل على أشده بين الساسة الأمريكيين الاتحاديين والولائيين بشأن ارتداء الكمامات، باعتباره وسيلة لكسر سلاسل التفشي. لكن الرئيس دونالد ترمب قطع أمس بأنه لن يكون هناك توجه فيديرالي لفرض ارتداء الكمامات بقوة القانون، مشدداً على النصح باستخدام قناع الوجه للحماية الفردية. وأوضح ترمب، في مقابلة تبثها اليوم (الأحد) شبكة فوكس نيوز، أن قراره يعزى إلى حرصه على تمتع الأمريكيين بالحرية الشخصية، لاتخاذ ما يرونه مناسباً من التدابير الخاصة بحمايتهم.


وعلى خطى أمريكا، تمضي البرازيل (الثانية عالمياً)؛ فقد ارتفع عدد الإصابات هناك إلى ما يفوق مليوني إصابة، نجمت عنها 77.932 وفاة. وأعلنت البرازيل (السبت) أكثر من 34 ألف إصابة جديدة. لكن منظمة الصحة العالمية رأت أنه لا يزال ممكناً أن تنجح البرازيل في وقف تفشي الوباء بمزيد من الإجراءات الصارمة. وبدا الوضع أسوأ استفحالاً في الهند (الثالثة عالمياً) بعدما تخطى عدد الإصابات مليوناً، نهاية الأسبوع.

غير أن القلق يمتد بشكل خاص إلى عدد من الدول التي تطرد فيها الإصابات، وتتزايد فيها الوفيات. فقد قفزت بيرو إلى المرتبة الخامسة عالمياً، بعدما بلغ عدد الإصابات أمس 345.537. وكانت القفزة الأكبر في جنوب أفريقيا، التي غدت تحتل المرتبة السادسة عالمياً، بإصابات بلغ عددها (السبت) 337.594 إصابة. وقال وزير الصحة وزيلي موكيزي أمس، إن بلاده قررت خفض فترة العزل الصحي من 14 إلى 10 أيام، طبقاً لتوصيات منظمة الصحة العالمية. وهي الفترة التي يلزم أن يعتزل فيها المصاب، أو المشتبه في إصابته الناس قبل تعافيه. وفي دول الساحل الأفريقي، قالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 10 آلاف كادر صحي في 40 دولة أفريقية أصيبوا بفايروس كورونا الجديد. ويوجد أكثر من نصف ذلك العدد في جنوب أفريقيا وحدها.

أما المكسيك، فقد أضحت السابعة عالمياً (331.298 إصابة، و38.310 وفيات). تليها تشيلي بـ326.539 إصابة حتى بعد ظهر أمس. وفي إيران (الـ11 عالمياً بـ 269.440 إصابة)، قال الرئيس حسن روحاني أمس إن بيانات وزارة الصحة تشير إلى أن نحو 25 مليون إيراني أصيبوا بفايروس كورونا الجديد (ثلث عدد الإيرانيين)، خلال الأشهر الخمسة الماضية، منذ اندلاع الجائحة. وأضاف أن 35 مليوناً آخرين مهددون بالإصابة. وفي ألمانيا ارتفع معدل العدوى الفايروسية فوق الحد الأدنى الذي حددته السلطات. وقالت برلين إنها رصدت 595 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 المنتهية صباح السبت، ليصل الإجمالي إلى 202.045. وفي طوكيو، أعلنت السلطات أمس 290 إصابة. وهذا هو اليوم الثالث على التوالي الذي يتم فيه تسجيل أكثر من 200 إصابة في العاصمة اليابانية. وذكرت وزارة الصحة أنه لا حاجة لإعلان حال طوارئ صحية. لكنها قررت تشديد التدابير الرامية للجم التفشي، مؤكدة أن النظام الصحي في البلاد لا يواجه ضغوطاً كبيرة. وفيما يتوقع أن تمدد هونغ كونغ فترة العمل بالتباعد الجسدي التي ينتهي أجلها الثلاثاء؛ قالت كوريا الجنوبية إنها سجلت 39 حالة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية. وأعلنت الصين 22 إصابة جديدة (السبت). لكن لم يتم تسجيل أي إصابة جديدة في العاصمة بكين.

الهند.. لا بد من التعايش مع «الجائحة» !

تعد الهند ثانية كبرى دول العالم، من حيثُ عدد السكان. ويبلغ عدد سكانها أكثر من 1.3 مليار نسمة. ولكن المساحة الجغرافية الصيقة نسبياً لشبه القارة الهندية تجعلها عرضة لمزيد من الخسائر من جراء تفشي وباء كوفيد-19. وعلى رغم أن الهند فرضت أقسى تدابير من نوعها لصد الجائحة في مارس 2020، ولم يكن عدد الإصابات قد بلغ ألفاً؛ إلا أنها سرعان ما استسلمت للفايروس الشرير، وعجزت عن وقف تفشيه. ولأن اقتصاد البلاد بدأ ينحدر بشدة، بسبب الإغلاق، والطوارئ الصحية، وضعف الطاقة الاستيعابية للنظام الصحي؛ فإن حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي عمدت إلى تخفيف التدابير، ما أتاح للفايروس فرصة لمزيد من التفشي. وأضحت نيودلهي تنصح المواطنين بأنه لا تكون هناك مندوحة من التعايش مع الفايروس، مشيرة إلى الانخفاض النسبي لعدد الوفيات في البلاد (26.291 وفاة)، باعتباره مكسباً كبيراً، واعدة باتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز الفحوص، واكتشاف المصابين ومعالجتهم قبل استفحال الأعراض.