لا يزال أهل الحي ينتظرون نتائج التحقيقات والطب الشرعي لتشييعها.
لا يزال أهل الحي ينتظرون نتائج التحقيقات والطب الشرعي لتشييعها.
-A +A
محمد الشهراني (الأحساء) mffaa1 @
رغم مرور خمسة أيام على فاجعة أبناء علي عباس الفرج المغدور بهم في منزلهم بحي الشعبة بالأحساء، لا يزال الحي يعيش تحت ما يشبه الصدمة، هدوء يخيم على كافة أرجاء الحي، وتطل من العيون الأحزان وقسوة الفراق، فمنذ ساعات الصباح الأولى في كل يوم بعد الفاجعة، الشوارع تبدو خالية إلا من قليل من سيارات محدودة، فمنزل العم الفرج الجديد الذي يبعد عن الحي 6 كيلو مترات تبخرت أحلام أبنائه في الانتقال إليه، وسينتقلون إلى المقبرة المجاورة التي لا تبعد إلا بنحو 20 مترا عن بيتهم.

فاجعة الأحساء التي انفردت «عكاظ» بتفاصيلها في الأيام الماضية تخبئ وراءها آلام وحزن الوالدين على فراق أبنائهما. والتقت «عكاظ»، بأحد الجيران، فاضل الصالح، فقال إن أبناء الفرج بطبيعتهم مسالمون وهادئون كسائر أبناء حي الشعبة، ولم نسمع لهم أي صوت طيلة السنوات، خصوصا أن البيوت متقاربة ومتلاصقة، فالابن مؤيد طالب مميز منذ صغره ومتفوق دراسيا وهو خريج ثانوية الشعبة، والتحق بجامعة الملك فيصل في تخصص لغة إنجليزية.


في الأثناء لا يزال أهل الحي ينتظرون ما تسفر عنه نتائج التحقيقات والطب الشرعي، حتى يتم استلام الجثث لتشييعها والصلاة عليهما ودفنها في المقبرة الشمالية بقرية الشعبة.

صرخة عند السابعة.. أثارت الهواجس والقلق

استنكر أهالي الأحساء فاجعة تحدث لأول مرة على مستوى المحافظة في إحدى بلداتها بمقتل خمسة من أبناء أسرة واحدة. وقالت جارة للأسرة لـ «عكاظ» إن الأهالي بالحي سمعوا صراخاً غريباً في السابعة مساء الأربعاء يصدر من المنزل المجاور، وكان الاعتقاد أن الجلبة ربما حدثت في أعقاب حالة وفاة، ولم يخطر في بالهم وقوع جريمة مروعة وغير مألوفة على الإطلاق في الحي. وأضافت الجارة أن ارتدادات الفاجعة الكبرى بدأت تظهر بشكل تدريجي مع وصول الأجهزة الأمنية ومركبات الإسعاف للموقع، وإن الأجهزة الأمنية طوقت الموقع بمجرد وصولها الى مسرح الحادثة، ومنعت السيارات من الدخول. وأضافت أن تفاصيل الحادثة بدأت تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عشوائي، ما أحدث حالة من الإرباك جراء تضارب المعلومات بخصوص هوية مرتكب الجريمة، «الأهالي ما زالوا في حالة ذهول من هول الجريمة التي أودت بحياة عدد من أفراد أسرة واحدة.. طريقة الجريمة البشعة ستبقى في ذاكرة الأهالي لفترة طويلة».

وكان مساعد المتحدث الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية النقيب محمد الدريهم، صرح في وقت سابق أن الجهات الأمنية بمحافظة الأحساء باشرت بلاغا عن وفاة شاب وأربع فتيات من أسرة واحدة، بمنزلهم بقرية الشعبة (تتراوح أعمارهم بين 14 و19 عاماً)، مساء الأربعاء الماضي وذلك بعد عثور والدهم عليهم وقد فارقوا الحياة، في شبهة جنائية، وتم استكمال الإجراءات النظامية للتحقيق في القضية وكشف ملابساتها.