وصل وفد عراقي برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير المالية الدكتور علي عبدالأمير علاوي إلى الرياض أمس (الأحد). وتأتي هذه الزيارة في سياق عقد اجتماعات مجلس التنسيق السعودي العراقي الذي يهدف إلى تعزيز التواصل بين الدولتين على المستوى الاستراتيجي والتعاون في مختلف المجالات وتنمية الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين، وفتح آفاق جديدة من التعاون في المجالات الاقتصادية والتنموية والأمنية والاستثمارية والسياحية والثقافية والإعلامية، وتعميق التعاون المشترك بين الجانبين في الشؤون الدولية والإقليمية المهمة، وحماية المصالح المشتركة.
وفي حوار لـ «عكاظ»، وصف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأمير محمد بن سلمان بـ «الصديق»، لافتاً إلى أن ولي العهد أدرك مبكراً أن المنطقة بحاجةٍ ماسةٍ للسلام ومشروع التنمية، فأطلق رؤيته المستقبلية للسعودية. وأكد أن المملكة لها ثقلٍ عالمي وإقليمي كبير، متوقعاً حدوث نقلةٍ نوعيةٍ في العلاقة بين البلدين. وشدّد على عمق وإستراتيجية العلاقة بين الرياض وبغداد، وقال: «نريد أن نبني على ذلك؛ من أجل إطلاق مرحلةٍ جديدةٍ من التعاون والتضامن والتكامل». وحذر الكاظمي من أن الإرهاب والتأجيج الطائفي زادا الأضاع سوءاً في المنطقة، داعياً إلى الخروج من هذه الحلقة المفرغة التي كانت منطقتنا ضحيتها الكبرى. وأضاف أن المملكة والعراق يسعيان إلى الدفاع عن قضايا الأمة الثابتة، ورفض أيِّ تدخُّلٍ في شؤون الدول العربية.. فإلى الحوار (الذي أجريناه في زمن «الكورونا» عن بُعد) مع دولة رئيس الحكومة العراقية.
• تربط السعودية مع العراق وشائج تاريخية وإسلامية ضاربة في الجذور، والبلدان يسعيان إلى الحفاظ على تلك «المكتسبات»، والدفاع عن قضايا الأمة الثابتة، ورفض أيِّ تدخُّلٍ في شؤون الدول العربية.. إلى أيِّ مدى يمكن أن يساهم التقارب السعودي - العراقي في إعادة التموضع وتحصين البيت العربي؟
•• تجمعنا مع أشقائنا في المملكة روابط وأواصر وثيقة وعميقة ممتدة عبر التاريخ، ونحن مصرون على البناء عليها.
لقد عانت المنطقة من توترات عديدة خلال المراحل السابقة، ثم جاء الإرهاب والتأجيج الطائفي وتدخلات القوى الخارجية لتزيد الأوضاع سوءاً في العقد الأخير، بينما أصبحت بعض دول المنطقة التي كانت تمثل أحجاراً أساسية للاستقرار الإقليمي نهباً للصراعات والانقسامات الداخلية وتدخلات الدول الأخرى. نريد أن نخرج من هذه الحلقة المفرغة التي كانت منطقتنا ضحيتها الكبرى.
• ماذا تحتاج منطقتنا من وجهة نظركم؟
•• منطقتنا بحاجةٍ ماسةٍ للسلام ومشروع التنمية، وهذا أمر أدركه الأمير محمد بن سلمان بشكلٍ مبكّرٍ حينما أطلق رؤيته المستقبلية للسعودية. نحتاج أن نفهم التحديات المشتركة التي نمر بها، وأولها النهاية المتوقعة لعصر النفط وتحولات الاقتصاد العالمي التي يجب أن تجعلنا نفكّر معاً بطرق مختلفة عن السابق، ونعيد التركيز على التنمية المملكة والعراق يسعيان إلى الدفاع عن قضايا الأمة الثابتة، ورفض أيِّ تدخُّلٍ في شؤون الدول العربية.
• العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي لم تتأثر طوال الفترات الصعبة الماضية، كيف يمكن تعضيد هذه العلاقات من خلال بناء شراكات إستراتيجية تجارية واقتصادية تنعكس على رفاهية الشعبين وإعطاء دفعة قوية للعلاقات؟
•• نتطلع للعمل معاً لتحصين وتطوير التعاون الاقتصادي بين بلدينا، وفتح آفاقٍ واسعةٍ للتكامل الاقتصادي في مختلف المجالات. نعم، تواجه العراق تحديات اقتصادية وأمنية وصحية، لكننا نمتلك كل الإمكانات لتجاوزها بالاعتماد على إرادة شعبنا وبالتعاون مع أشقائنا وأصدقائنا.
نحن هنا لمناقشة كيفية تعزيز الروابط بين الجانبين، ونعتقد أن المدخل المناسب هو التكامل الاقتصادي، وخصوصاً فتح الباب أمام دخول الاستثمارات السعودية إلى العراق، وإطلاق مشاريع ذات أهمية إستراتيجية للطرفين، وافتتاح المنفذ الحدودي وتعزيز التجارة. وعلينا أن لا ننسى هنا أن الظرف الراهن الناتج عن جائحة كورونا وتراجع أسعار النفط يحتم علينا التعاضد والتفاهم لمواجهة هذه التحديات المشتركة بين بلدينا.
معاً لنزع التوتر وإحلال التفاهم
• تشهد المنطقة العربية والإسلامية أزماتٍ واضطراباتٍ وتحدياتٍ ونزيفَ دمٍ، إلى أي مدى ستساهم الشراكة الإستراتيجية بين الرياض وبغداد في تعزيز العمل المشترك، وإيجاد حلول عاجلة لقضايا الأمتين العربية والإسلامية؟
•• هناك أزمات متراكمة في المنطقة، وهناك توتر على مستويات مختلفة، وهذا التوتر أثّر على أمن واستقرار ورفاه كل شعوبنا. هناك فرص مهدورة وغير مستثمرة لصنع السلام والاستقرار، ونعتقد أن الوقت متاح دائماً لنعمل من أجل نزع التوتر وإحلال التفاهم. والحلول يجب أن تكون من إرادة شعوبنا.
نار الإرهاب لم تفرِّق بين أحدٍ
• ما مستقبل التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب، ونبذ التطرف، وتبني قيم الوسطية والاعتدال والتسامح، خصوصاً أن العراق اكتوى على مرِّ العقود الماضية بالإرهاب والأفكار الظلامية؟
•• واجهنا معاً كشقيقين تحدياتٍ كبيرةً، خرجنا منها دائماً ونحن أشد وأقوى متكلين على الله وعلى عمقنا العربي والاسلامي وعلى جذورنا الممتدة في أرضنا. إن نار الإرهاب التي استعرت في السنوات الأخيرة لم تفرِّق بين أحدٍ في المنطقة، وهذا يجعلنا أشد إصراراً من أيِّ وقتٍ مضى على إيجاد الحلول التي من شأنها أن تحقق الأمن والسلم والازدهار في منطقتنا والعالم عموماً.
• من بغداد إلى الرياض.. إلى ماذا تنظرون؟
•• علينا أن ننظر إلى الأمام باستمرار، وخلق الأجواء الملائمة التي من شأنها أن تحقق رغبات شعوبنا في العيش في وئام وسلام، وزيارتنا إلى المملكة خطوة في هذا الاتجاه.
للمملكة ثقل دولي وإقليمي كبير
• كيف تنظرون لمستقبل العلاقات مع المملكة على ضوء الزيارة التي ستقومون بها إلى المملكة؟
•• حرصت على زيارة المملكة العربية السعودية لما لها من ثقل كبير إقليمياً وعالمياً ولأنني أعطي العلاقات مع المملكة أولوية أساسية، وأرى أن الفرصة مواتية لإحداث نقلةٍ كبيرة في العلاقة بين الجانبين.
نحن نعتبر المملكة عمقاً إستراتيجياً لنا، كما أننا نرى العراق عمقاً للسعودية، وهنالك روابط تاريخية وطيدة بين الشعبين العراقي والسعودي، وتوقٌ كبير من العراقيين لإحياء تلك الأواصر. نريد أن نبني على ذلك؛ من أجل إطلاق مرحلةٍ جديدةٍ من التعاون والتضامن والتكامل، وكلي ثقة بأن خادم الحرمين الشريفين وصديقي سمو ولي العهد لديهما الرغبة نفسها.
زيارتنا إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة ولقاء قيادتها الرشيدة لن تكون زيارة بروتوكولية، بل زيارةُ عملٍ وإيذانٌ ببدء عجلة التعاون في كل المجالات لتحقيق التكامل بين البلدين.
وفي حوار لـ «عكاظ»، وصف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الأمير محمد بن سلمان بـ «الصديق»، لافتاً إلى أن ولي العهد أدرك مبكراً أن المنطقة بحاجةٍ ماسةٍ للسلام ومشروع التنمية، فأطلق رؤيته المستقبلية للسعودية. وأكد أن المملكة لها ثقلٍ عالمي وإقليمي كبير، متوقعاً حدوث نقلةٍ نوعيةٍ في العلاقة بين البلدين. وشدّد على عمق وإستراتيجية العلاقة بين الرياض وبغداد، وقال: «نريد أن نبني على ذلك؛ من أجل إطلاق مرحلةٍ جديدةٍ من التعاون والتضامن والتكامل». وحذر الكاظمي من أن الإرهاب والتأجيج الطائفي زادا الأضاع سوءاً في المنطقة، داعياً إلى الخروج من هذه الحلقة المفرغة التي كانت منطقتنا ضحيتها الكبرى. وأضاف أن المملكة والعراق يسعيان إلى الدفاع عن قضايا الأمة الثابتة، ورفض أيِّ تدخُّلٍ في شؤون الدول العربية.. فإلى الحوار (الذي أجريناه في زمن «الكورونا» عن بُعد) مع دولة رئيس الحكومة العراقية.
• تربط السعودية مع العراق وشائج تاريخية وإسلامية ضاربة في الجذور، والبلدان يسعيان إلى الحفاظ على تلك «المكتسبات»، والدفاع عن قضايا الأمة الثابتة، ورفض أيِّ تدخُّلٍ في شؤون الدول العربية.. إلى أيِّ مدى يمكن أن يساهم التقارب السعودي - العراقي في إعادة التموضع وتحصين البيت العربي؟
•• تجمعنا مع أشقائنا في المملكة روابط وأواصر وثيقة وعميقة ممتدة عبر التاريخ، ونحن مصرون على البناء عليها.
لقد عانت المنطقة من توترات عديدة خلال المراحل السابقة، ثم جاء الإرهاب والتأجيج الطائفي وتدخلات القوى الخارجية لتزيد الأوضاع سوءاً في العقد الأخير، بينما أصبحت بعض دول المنطقة التي كانت تمثل أحجاراً أساسية للاستقرار الإقليمي نهباً للصراعات والانقسامات الداخلية وتدخلات الدول الأخرى. نريد أن نخرج من هذه الحلقة المفرغة التي كانت منطقتنا ضحيتها الكبرى.
• ماذا تحتاج منطقتنا من وجهة نظركم؟
•• منطقتنا بحاجةٍ ماسةٍ للسلام ومشروع التنمية، وهذا أمر أدركه الأمير محمد بن سلمان بشكلٍ مبكّرٍ حينما أطلق رؤيته المستقبلية للسعودية. نحتاج أن نفهم التحديات المشتركة التي نمر بها، وأولها النهاية المتوقعة لعصر النفط وتحولات الاقتصاد العالمي التي يجب أن تجعلنا نفكّر معاً بطرق مختلفة عن السابق، ونعيد التركيز على التنمية المملكة والعراق يسعيان إلى الدفاع عن قضايا الأمة الثابتة، ورفض أيِّ تدخُّلٍ في شؤون الدول العربية.
• العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي لم تتأثر طوال الفترات الصعبة الماضية، كيف يمكن تعضيد هذه العلاقات من خلال بناء شراكات إستراتيجية تجارية واقتصادية تنعكس على رفاهية الشعبين وإعطاء دفعة قوية للعلاقات؟
•• نتطلع للعمل معاً لتحصين وتطوير التعاون الاقتصادي بين بلدينا، وفتح آفاقٍ واسعةٍ للتكامل الاقتصادي في مختلف المجالات. نعم، تواجه العراق تحديات اقتصادية وأمنية وصحية، لكننا نمتلك كل الإمكانات لتجاوزها بالاعتماد على إرادة شعبنا وبالتعاون مع أشقائنا وأصدقائنا.
نحن هنا لمناقشة كيفية تعزيز الروابط بين الجانبين، ونعتقد أن المدخل المناسب هو التكامل الاقتصادي، وخصوصاً فتح الباب أمام دخول الاستثمارات السعودية إلى العراق، وإطلاق مشاريع ذات أهمية إستراتيجية للطرفين، وافتتاح المنفذ الحدودي وتعزيز التجارة. وعلينا أن لا ننسى هنا أن الظرف الراهن الناتج عن جائحة كورونا وتراجع أسعار النفط يحتم علينا التعاضد والتفاهم لمواجهة هذه التحديات المشتركة بين بلدينا.
معاً لنزع التوتر وإحلال التفاهم
• تشهد المنطقة العربية والإسلامية أزماتٍ واضطراباتٍ وتحدياتٍ ونزيفَ دمٍ، إلى أي مدى ستساهم الشراكة الإستراتيجية بين الرياض وبغداد في تعزيز العمل المشترك، وإيجاد حلول عاجلة لقضايا الأمتين العربية والإسلامية؟
•• هناك أزمات متراكمة في المنطقة، وهناك توتر على مستويات مختلفة، وهذا التوتر أثّر على أمن واستقرار ورفاه كل شعوبنا. هناك فرص مهدورة وغير مستثمرة لصنع السلام والاستقرار، ونعتقد أن الوقت متاح دائماً لنعمل من أجل نزع التوتر وإحلال التفاهم. والحلول يجب أن تكون من إرادة شعوبنا.
نار الإرهاب لم تفرِّق بين أحدٍ
• ما مستقبل التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب، ونبذ التطرف، وتبني قيم الوسطية والاعتدال والتسامح، خصوصاً أن العراق اكتوى على مرِّ العقود الماضية بالإرهاب والأفكار الظلامية؟
•• واجهنا معاً كشقيقين تحدياتٍ كبيرةً، خرجنا منها دائماً ونحن أشد وأقوى متكلين على الله وعلى عمقنا العربي والاسلامي وعلى جذورنا الممتدة في أرضنا. إن نار الإرهاب التي استعرت في السنوات الأخيرة لم تفرِّق بين أحدٍ في المنطقة، وهذا يجعلنا أشد إصراراً من أيِّ وقتٍ مضى على إيجاد الحلول التي من شأنها أن تحقق الأمن والسلم والازدهار في منطقتنا والعالم عموماً.
• من بغداد إلى الرياض.. إلى ماذا تنظرون؟
•• علينا أن ننظر إلى الأمام باستمرار، وخلق الأجواء الملائمة التي من شأنها أن تحقق رغبات شعوبنا في العيش في وئام وسلام، وزيارتنا إلى المملكة خطوة في هذا الاتجاه.
للمملكة ثقل دولي وإقليمي كبير
• كيف تنظرون لمستقبل العلاقات مع المملكة على ضوء الزيارة التي ستقومون بها إلى المملكة؟
•• حرصت على زيارة المملكة العربية السعودية لما لها من ثقل كبير إقليمياً وعالمياً ولأنني أعطي العلاقات مع المملكة أولوية أساسية، وأرى أن الفرصة مواتية لإحداث نقلةٍ كبيرة في العلاقة بين الجانبين.
نحن نعتبر المملكة عمقاً إستراتيجياً لنا، كما أننا نرى العراق عمقاً للسعودية، وهنالك روابط تاريخية وطيدة بين الشعبين العراقي والسعودي، وتوقٌ كبير من العراقيين لإحياء تلك الأواصر. نريد أن نبني على ذلك؛ من أجل إطلاق مرحلةٍ جديدةٍ من التعاون والتضامن والتكامل، وكلي ثقة بأن خادم الحرمين الشريفين وصديقي سمو ولي العهد لديهما الرغبة نفسها.
زيارتنا إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة ولقاء قيادتها الرشيدة لن تكون زيارة بروتوكولية، بل زيارةُ عملٍ وإيذانٌ ببدء عجلة التعاون في كل المجالات لتحقيق التكامل بين البلدين.