خرج صالح الشيحي للدنيا من رفحاء حيث الآبار العذبة، ولم يكن مكوث صالح في منطقة طرفية نائية، عائقا دونه أمام التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة، خصوصا الصحف في أنحاء المملكة كافة، بل تخطى كل العوائق وتغلب على بدائية وسائل التواصل آنذاك، وحرص على أن يكون مساهما ومشاركا في عدد من المطبوعات وهو على مقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية، ما أكسبه كثيرا من الخبرات الإعلامية والأدبية وهو في سن مبكر، ما ساعده على رسم مسيرته المهنية والثقافية، وصقل ذلك بحصوله على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية.
ونال الشيحي عضوية مجلس إدارة نادي الحدود الشمالية الأدبي، قبل أن يعمل مدير تحرير في مجلة الثقافية الصادرة عن الملحقية الثقافية السعودية في بريطانيا، وكان قبل ذلك محررا متعاوناً في صحيفة «عكاظ» أثناء المرحلة الثانوية، ثم في صحيفة المدينة، وتفرغ بعدها للعمل الصحفي لمدة ١٢ شهراً في صحيفة الوطن في مرحلة ما قبل التأسيس وحتى صدورها، حتى حوله رئيس تحريرها آنذاك قينان الغامدي إلى كاتب يومي.
خدم بلاده في الحقلين التعليمي والإعلامي، وحين تعرض لوعكة صحية أخيرا، وجد كل الرعاية والاهتمام من الجهات المختصة، التي نقلته بالإخلاء الطبي من مدينة عرعر، لتلقي العلاج في أرقى المستشفيات بالرياض، إلا أنه لقي ربه. ونعاه عدد من الإعلاميين والمثقفين معددين مناقبه ومآثره الطيبة.
«عكاظ» التي آلمها النبأ، تتقدم لأسرته وزملائه ومحبيه بخالص العزاء وصادق المواساة، وأن يلهمهم الله الصبر والسلوان.