-A +A
استمرت المملكة في صناعة السلام، أجادته باحترافية، سعت دوما لنشره ليس في المنطقة فحسب بل في العالم بأسره، لم يكن ذلك لأهداف شخصية للحكومة السعودية، بل كان الإنسان هو الهدف، إذ دأبت المملكة منذ تأسيسها على رفع الإنسان فوق أي اعتبارات، في الداخل والخارج، فما لبثت تسعى وتبذل كافة الجهود لحمايته ومحاولة إحلال السلام في محيطة، ففي الحادي عشر من يوليو 2018 استضافت مدينتا جدة ومكة المكرمة المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلم والاستقرار في جمهورية أفغانستان، داعية أطراف النزاع الحكومة وحركة طالبان إلى الامتثال لمبادئ الدين الحنيف المنادي بنبذ العنف والفرقة لتحقيق الصلح وإخماد نار الفتنة، وذلك في الاتفاقية التي أطلق عليه «إعلان مكة». أدان «إعلان مكة المكرمة» برعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، حالة الاقتتال في أفغانستان، ودعا جميع أطراف النزاع إلى الاستجابة إلى أمر الله، جل وعلا، في وقف القتال والصلح بين الإخوة وإخماد نار الفتنة، ونادى الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بالإذعان للهدنة ووقف إطلاق النار وبدء المفاوضات الأفغانية المباشرة.

وحث الدول والمنظمات والنخب المسلمة ليقوموا بدورهم البنّاء في إحلال الأمن والسلم في أفغانستان، مستخدمين إمكاناتهم ونفوذهم في هذا العمل الجليل للوصول إلى حياة آمنة كريمة يتعاون فيها المسلمون في بناء وتنمية بلادهم. وأكد المؤتمر أن الإصلاح بين المسلمين المتقاتلين من أعظم وأجّل أنواع القُربات، لكون إراقة الدماء من أعظم الكبائر ومن أعظم ما يفرِّق الصفوف ويمزِّق الأمة ويُضعِفها، وناشد المسلمين بشكل عام؛ والعلماء بصفة خاصة، أن يواصلوا وقوفهم الحازم أمام دعاة العنف والتطرف، دفاعاً عن دينهم، وحفاظاً على وحدة أمتهم الإسلامية. وشدد على إن الحوار الوطني هو السبيل الأمثل لإنهاء الصراع بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، وأن الحل لقضية أفغانستان المسلمة لابد أن يتم عبر التفاهم والتفاوض السلمي المباشر.


ودعا «إعلان مكة المكرمة» حركة طالبان إلى الاستجابة لدعوة حكومة أفغانستان الإسلامية لتجنّب العنف، ووقف القتال والجلوس على طاولة الحوار للتفاوض.