يعتقد الرئيس التركي رجب أردوغان أنه يمكن أن يمارس عنجهيته، وتنمّره على جميع دول العالم. وهو انطباع زائف يشيعه أعوانه والموالون له من جماعات الإسلام السياسي. فقد رأينا كيف اضطر أن يهرع للاتصال بواشنطن عندما قرر الرئيس الأمريكي فرض عقوبات على تركيا، ورموز حكم أردوغان، غداة الغزو التركي لسورية. واضطر أردوغان في نهاية المطاف إلى وقف عمليته في شمال غرب سورية، تحت وطأة الضغوط التي مارستها عليه واشنطن. وها هو الآن يمارس الابتزاز على الاتحاد الأوروبي، من خلال استهداف المياه اليونانية والقبرصية بالتنقيب عن الغاز، ومن خلال انتهاكه السافر حظر تصدير السلاح إلى ليبيا. وكله لا يمكن وصفه بشيء سوى الابتزاز، إذ إن أردوغان يهدد أوروبا بإرخاء قبضته على حدود تركيا، بحيث تبدأ أفواج اللاجئين السوريين بعبور البحر إلى الشواطئ الأوروبية. ولا يمكن القول بأن علاقات الإخواني أردوغان هي في أحسن حالاتها مع قطبي الاتحاد الأوروبي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وهي قطعاً في أسوأ حالاتها مع الحلف الأطلسي، ومع الاتحاد الأوروبي.. سيحصد أردوغان تلك الأشواك قريباً لتطوى صفحة هذا الإخواني المهووس بالهيمنة على الشعوب.