-A +A
لم تتوقف اهتمامات المسؤولين السعوديين بالقضية الفلسطينية عند المناقشات فقط، بل طغت على تصريحاتهم. ويذكر القصيبي أنه في صيف 1981 أدلى الملك فهد «الأمير آنذاك» لوكالة الأنباء السعودية بتصريح عن القضية الفلسطينية. كان التصريح يحتوي على مشروع للسلام مكوّن من 8 نقاط. وكانت النقاط تلخيصاً جيداً للموقف العربي المعتدل من القضية الفلسطينية، ولم تكن تخرج في جوهرها عن قراري مجلس الأمن 242 و338 بشأن الشرق الأوسط، وتحدث المشروع عن انسحاب إسرائيلي كامل وعن دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وغزة عاصمتها القدس وعن تعايش دول المنطقة.

بعد نشر التصريح بقليل، سافر الملك فهد «الأمير آنذاك» في زيارة خاصة للمغرب، إلا أن شيئاً غريباً حدث. بدأت ردود فعل عالمية تترى. صرحت دول عربية عديدة بأنها تؤيد المشروع وأعلنت إسرائيل معارضتها العنيفة. وقالت الولايات المتحدة إن المشروع جدير بالدراسة وأيدته الصين الشيوعية. وككرة الثلج تبدأ صغيرة ثم تكبر مع انحدارها بدأ المشروع يكتسب قوّة دفع ذاتية لا أعتقد أن أحداً قد توقعها حتى صاحب التصريح نفسه. بعد التصريح بشهر كان مشروع الملك فهد للسلام قضية الساعة في العالم العربي.


لا أحد يعرف كيف ولد هذا التصريح /‏‏‏ المشروع إلا الملك فهد وأولئك الذين شاركوا في صياغته. حدث أن الملك فهد اجتمع قبل التصريح بليلتين بعناصر معتدلة من قيادة فتح وقضى معها وقتاً طويلاً ولعل هذه الحادثة هي التي أدّت إلى ظهور انطباع عام في المملكة على الأقل أنّ المشروع يحظى بموافقة فتح أو على الأقل بعض العناصر المعتدلة فيها، إلا أن كل هذا مجرد تخمينات.