-A +A
علي الرباعي (الباحة)
توارث قادة المملكة من أسلافهم إيلاء الحرمين الشريفين جل العناية وأكبر الاهتمامات وأوفر الميزانيات ليتسنى لملايين المسلمين تحقيق الروحانية والمعاني الجليلة التي أرادها الله منذ زمن إبراهيم الخليل عليه السلام. ويتم في كل عام تجديد حيوية المكان وتعزيز قداسته وتأهيل طرقه ومواطن تحركات ضيوف الرحمن لتؤدى الشعيرة وفق مقتضى التوجيه الرباني، ويدرك الحاج معنى العبادة في كل فعل من أفعال الحج.

وتظل للحج رمزية خاصة ليست في غيره من أركان الإسلام، فالإحرام تهذيب لنزعة الخيلاء والإعجاب بالنفس وتبيئة للتواضع، والطواف استشعار لمركزية الكون وارتباط المخلوق بإرادة الخالق التي يدور في فلكها، والسعي يعزز قيمة المشي في مناكب الأرض طلباً للرزق والبحث عن أهداف نبيلة لتحقيقها، والوقوف بعرفة التقاء بجموع بشرية وتعارف ملايين شأن أبيهم آدم وأمهم حواء عليهما السلام، والذبح وإراقة الدم والفدي والهدي نموذج الافتداء والتضحية والعطاء واسترجاع مشهد امتثال الأبوّة لتوجيه الله وإذعان البنوّة لأمره، والرجم تعبير عن الرفض لأساليب ووسائل الغواية.