-A +A
أكد الملك عبدالعزيز في أول خطاب لأهل مكة في 2 جمادى الأولى سنة 1343هـ، مكانة الحرم وعاهدهم على ألا يتجاوز شيئاً مما حرمته الشريعة، خصوصاً في هذا الحرم الشريف الذي قال الله تعالى فيه: (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ)، وحرمة هذا البيت معلومة حتى عند المشركين الأولين، وأن مصدر التشريع والأحكام لا يكون إلا من كتاب الله وما جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أو ما أقره علماء الإسلام الأعلام بطريق القياس أو أجمعوا عليه مما ليس في كتاب ولا سنة، فلا يحل في هذه الديار غير ما أحله ولا يحرم فيها غير ما حرمه. لا كبير عندي إلا الضعيف حتى آخذ الحق له، ولا ضعيف عندي إلا الظالم حتى آخذ الحق منه، وليس عندي في إقامة حدود الله هوادة ولا يقبل فيها شفاعة، فمن التزم حدود الله فأولئك الآمنون ومن عصى واعتدى فإنما إثمه على نفسه ولا يلومن إلا نفسه والله على ما نقول وكيل وشهيد وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم. وأنشد بيت شعر (إن الفضول تعاقدوا وتعاهدوا، أن لا يُقر ببطن مكة ظالمُ).

وأضاف: «لكم مني عهد الله وميثاقه على أموالكم ودمائكم وأن تحترموا بحرمة هذا البيت كما حرمه الله على لسان خليله إبراهيم ومحمد عليهما أفضل الصلاة والتسليم، وأن لا نعاملكم بعمل تكرهونه وأن لا يمضي فيكم دقيق ولا جليل إلا بحكم الشرع لا في عاجل الأمر ولا في آجله، وأن نبذل جدنا وجهدنا فيما يؤمن هذا الحرم الشريف وسكانه وطرقه والوافدين إليه الذي جعله الله مثابة للناس وأمناً».