-A +A
كم من مكان يحلم بأن يكون مكة، وكم من موقع في الأرض يغار من هذا الاختيار المقدس لواد غير ذي زرع، بدأت حكايته مع انفجار كوني غدت معه رغوة لزجة ثم أخذت في البرود التدريجي ليغلب على ما حول موقع الحرم المكي الطابع الصخري كما هو مشاهد اليوم، فيما بقي موضع بناء الكعبة رخواً إلى أن جاء التوجيه من رب كريم لإبراهيم عليه السلام ببناء أقدس المساجد في بلدة طيبة وواد غير ذي زرع.

وتوثق كتب التراث الأبعاد التاريخية والدينية لبناء الكعبة المشرفة، فجاء الموقع بإسقاط ضوئي عمودي موازٍ رأسياً للبيت المعمور في السماء الذي لا يتوقف حوله طواف الملائكة شأن الكعبة الغراء، وعندما تلبست الحيرة الخليل -عليه السلام- أرسل الله له غيمة لترسم له المخطط، ولذا كانت أضلاع الكعبة غير متطابقة، فمن ركن الحجر الأسود إلى حجر إسماعيل ١١ مترا و ٦٨ سم، ومن الركن اليماني إلى الشمالي ١٢ مترا و٤ سم، ومن الحجر الأسود إلى الركن اليماني 10 أمتار و8 سم، ومن الجهة الشمالية 9 أمتار و90 سم، وإثر الانتهاء من البناء صدر الأمر قبل ما يقارب 4 آلاف سنة بالحج، فتوافد ضيوف الرحمن من كل فج عميق.