الخبير الأمني العميد المتقاعد صالح بن زويد الغامدي أكد أن جرائم الياقات البيضاء من الجرائم غير التقليدية، وهي جرائم مصطنعة وقد تكون تقنية أو تشويها للحقائق والخداع والغش والاحتيال، كما أن مرتكبيها من أصحاب النفوذ وذلك باستغلال الوظيفة المناطة لهم، كما شاهدنا في قضية سعد الجبري الذي خان الأمانة المسندة إليه. وأضاف الغامدي أن العالِم ادوين سترلاند عرّف مجرمي الياقات البيضاء بكونهم من أصحاب القمصان البيضاء تمييزا عن جرائم الطبقة الفقيرة في المجتمع، الذين غالبا ما يرتدون القمصان الزرقاء في المجتمع الأمريكي، وهذا يجعل من الصعب معرفة أصحاب هذه الجرائم إلا عبر تحقيقات مختصة تنفذها أجهزة ذات علاقة بمثل هذا النوع من الجريمة. وشدد على أن جرائم الياقات البيضاء لا تخلف ضحايا مباشرين، فالضحية الأساسية هي العامة والمجتمع، لذا تعتبر جرائمهم أكثر خطورة من الجرائم المرتكبة من قبل الأشخاص العاديين، فجرائمهم قد تكون سببا في خسارة الملايين من أموال الشعب عبر أوجه مختلفة، من أبرزها إبرام عقود وهمية أو مبالغ فيها، كما تشمل مثل هذه الجرائم الحصول على قروض وتسهيلات مالية بالمليارات وتمرير صفقات وهمية، والحصول على اعتمادات مالية مقابلها.