على «كل ضامر» ومن كل فج عميق، يقصد أرض المملكة العربية السعودية في كل عام، ملايين حجاج بيت الله الحرام، لأداء نسك ركن دينهم الخامس، وإتمام نعمتهم التي أنعم الله بها عليهم، ما اختص السعوديين والمقيمين على أرض المملكة بشرف أن يكونوا خُدام البيت العتيق وزائريه دون غيرهم من العالمين.
ومع زيادة أعداد الحجاج عاماً بعد عام، تزداد جودة الخدمات، وتتجاوز التوقُّعات. ومع أن موسم الحج لعام 1441هـ موسم استثنائي، إلا أنه لن يكون أول تحدٍ تتغلب عليه المملكة العربية السعودية في موسم الحج، وبخبراتها المتراكمة وتفانيها في تيسير رحلة الحجاج وبعون من الله أولاً وآخراً، سيكون حج عام 1441هـ محطة في مسيرة نجاحات المملكة في موسم الحج. وبدافع الاهتمام الذي أولته رؤية المملكة 2030 إلى خدمة ضيوف الرحمن، كان لمبادرات برنامج التحول الوطني بالتعاون مع الجهات المعنيَّة نصيب من الاستعدادات المسبقة لإنجاح موسم الحج، نستعرض هنا أبرز تلك الجهود والمبادرات.
تتطلَّع الأنظار لوزارة الصحة في موسم هذا الحج الاستثنائي، في ظل انتشار جائحة كورونا، وقد كثَّفت الوزارة جهدها منذ ظهور الجائحة في السيطرة عليها والحد من انتشارها، واستمرت جهودها مع اقتراب موسم الحج، إذ وضعت الوزارة خطة للاستعداد لموسم حج 1441هـ الاستثنائي بإقامة الحج بأعدادٍ محدودة جداً، وفحص جميع المشاركين في أداء فريضة الحج لهذا العام، وتوفير كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية، والحرص على تحقيق التباعد الجسدي، وإخضاع جميع المشاركين للعزل المنزلي قبل بدء مناسك الحج وبعد الانتهاء منها، بالإضافة إلى توفير الخدمات الصحية اللازمة خلال أيام الحج، واشتراط 20 حاجاً كحد أعلى لكل باص، وتوفير مستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة في المشاعر المقدسة وداخل مكة والمدينة، وتوفير أساور كورونا لجميع الحجاج لرصد العزل المنزلي قبل الحج وبعد الانتهاء منه، وتقديم خدمات الدعم والاستشارة من 937 بـ13 لغة، وتجهيز 140 متطوعاً صحِّياً استعداداً لتوزيعهم على النقاط الرئيسية في الحج.
الصحة أولاً
تفخر وزارة الصحة بخبراتها المتراكمة لحماية الحجاج من الأوبئة والأمراض فأكبر دليل على الرعاية الصحيَّة المميزة التي توفرها المملكة لحجاج بيت الله الحرام، ما حدث في موسم حج 1440هـ الذي حظي بإعجاب منظمة الصحة العالمية وإشادتها بالجهود المبذولة، استفاد 1.690.000 حاج من الخدمات الإسعافية والوقائية، وتنوعت الخدمات المقدمة بين 36 عملية قلب مفتوح، وأكثر من 750 قسطرة قلبية، و3328 جلسة غسل كلوي، و151 عملية مناظير، بينما استفاد 6034 من الخدمات العلاجية للمستشفيات والتي وفرت 5000 سرير لمستفيديها، وسُجلت 12 حالة ولادة، وقُدِّمت الخدمات كافة بالمجان.
ومن الجانب الوقائي حرصت وزارة الصحة على إصدار الاشتراطات، والتوصيات الصحية للحج، ونشرها عبر سفارات خادم الحرمين الشريفين. كما استفاد أكثر من مليون وستمائة وتسعين ألف حاج من الخدمات الوقائية والإسعافية بالمنافذ الصحية التي جهَّزتها الوزارة لموسم حج 1440هـ، وشاركت وزارة الصحة، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية، في مبادرة (طريق مكة) التي نُفِّذت من خلالها الإجراءات الوقائية في بلد الحاج قبل قدومه إلى المملكة. وأحدثت المبادرة نقلة نوعية في الالتزام بالاشتراطات الصحية، إذ بلغت التغطية بلقاحي الحمى الشوكية والإنفلونزا للحجاج القادمين عبر هذه المبادرة نسبة 100% لأول مرة. كما بلغ عدد منسوبي وزارة الصحة الذين شاركوا في خدمة الحجاج لعام 1440هـ قرابة 30 ألفاً. كما جهَّزت الوزارة 25 مستشفى في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدَّسة بسعة سريرية بلغت خمسة آلاف سرير، وبقيادة 1141 فريقاً طبيّاً في المشاعر المقدسة. وأضافت أنها أعدت 142 مركزاً للرعاية الصحية الأولية، فضلاً عن أكثر من 140عيادة متنقلة، تم نشرها في أماكن تجمع الحجاج، خصوصاً في مراكز طوارئ جسر الجمرات، والنقاط الطبية في قطار المشاعر إضافة إلى 86 فرقة ميدانية في المشاعر وداخل مكة وخارجها. يذكر أن وزارة الصحة كانت قد أطلقت لأول مرة في موسم حج 1440 تقنية (الروبوت) للاستشارات الطبية، وأتاحت هذه التقنية للمستشفيات في مشعر منى، الوصول إلى الاستشاريين في تخصصات دقيقة عن بُعد. كما وفَّرت الوزارة أجهزة الترجمة الآلية إلى 12 لغة بالمستشفيات، ومراكز الرعاية الصحية الأولية، إضافة إلى الترجمة المباشرة بواسطة مركز خدمة (937) لـ8 لغات. كما طبقت وزارة الصحة نظام الملف الطبي الإلكتروني في 55 مركزاً للرعاية الصحية الأولية، إضافة إلى جميع مستشفيات المشاعر المقدسة، وتوفير برامج الصحة الإلكترونية لتقديم الاستشارات الطبية.
عذب فُرات من منى لعرفات
في وقت تعد المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، ضمن منظومة وزارة البيئة والمياه والزراعة، إحدى الجهات المعنية التي يعوَّل عليها للمساهمة في إنجاح موسم الحج من خلال مبادرات برنامج التحول الوطني، سخَّرت المؤسسة كافة إمكانيَّاتها وكامل طاقاتها وخبراتها لذلك، وكان نتاج ذلك تميُّز موسم عام 1440هـ، بأن حقَّقت كميات المياه المحلاة والمنقولة أرقاماً قياسية غير مسبوقة مع احتفاظ خزانات المياه على مستويات عالية طيلة فترة موسم الحج، واستطاعت بنجاح إمداد الحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بما يلزمهم من المياه المحلاة. وأسهمت جهود المؤسسة العامة لتحلية المياه بقيادة وزارة البيئة والمياه والزراعة، ضمن مبادرات برنامج التحول الوطني في إنجاح موسم الحج لعام 1440هـ، وكان من أبرز أعمالها:
أولاً: إمدادات المياه لمكة والمشاعر المقدسة، إذ تم تصدير أكثر من 41 مليون متر مكعب لإمداد مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بالمياه المحلاة خلال موسم الحج بزيادة تقدر بمليون متر مكعب عن الموسم الذي سبقه، وفي زيادة غير مسبوقة وبرقم قياسي. إذ تجاوزت كميات المياه المصدرة لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة في يومي التروية وعرفة مليوني متر مكعب، مع عدم تأثُّر المدن المستفيدة الأخرى من أي نقص في الكميات المتفق عليها، إضافة إلى تعزيز منظومة نقل المياه بمنطقة مكة المكرمة بطاقة ضح 608 آلاف متر مكعب يوميّاً وذلك بدخول نظام نقل مياه الشعيبة منى (ب)، وزيادة طاقة الضخ القصوى لنظام نقل مياه الشعيبة منى (أ) من 560 ألفاً إلى 622 متراً مكعباً يوميّاً بزيادة 65 ألف متر مكعب يوميّاً مقارنة بالعام الذي سبقه، دون الاجتزاء من حصص المدن المستفيدة الأخرى، مثل: جدة والطائف والباحة. كما استطاعت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تعزيز منظومة خزن المياه بمنطقة منى والمشاعر المقدسة بإنشاء خزانين بالمعيصم ومشعر منى بسعة 170 ألف متر مكعب لكل خزان، وتم إدخال أحدهما وتعبئته في مدة قياسية تقدر بنحو ستة أشهر.
ثانياً: إمدادات المياه للمدينة المنورة، إذ تم تصدير أكثر من 42 مليون متر مكعب لإمداد المدينة المنورة بالمياه المحلاة خلال موسم الحج بزيادة 4.5 مليون متر مكعب عن الموسم الذي سبقه. كما تم تعزيز منظومة إنتاج المياه بمنطقة المدينة المنورة بطاقة إنتاجية تقدر بـ 470 ألف متر مكعب يوميّاً وذلك بدخول محطة ينبع المرحلة الثالثة بدخول خمس وحدات تحلية من أصل ست وحدات، إضافة إلى زيادة الضخ لغرب المدينة المنورة إلى 43 ألف متر مكعب يومياً بزيادة قدرها 58% وتعبئة الخزانات الإستراتيجية الجديدة وزيادة معدل الخزن فيها بنسبة 22% إضافة إلى زيادة كميات الضخ في المرحلة الثالثة بكميات تصل إلى 360 ألف متر مكعب يومياً.
مشاعر مغطاة بـ5G
في إطار الاستعدادات لاستقبال موسم الحج 1441هـ، وضمن مبادرات برنامج التحول الوطني، انتهت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع مزودي الخدمة من تنفيذ نظام التغطية الداخلية لشبكة الهاتف الجوال وتشغيله، بمبنى الشامية في توسعة الدولة السعودية الثالثة في القبو والدور الأرضي والأول والثاني. كما أتمَّت تركيب معدَّات المشغلين الثلاثة وربطها وتشغيلها مع النظام ودخول النظام لمرحلة التشغيل رسميّاً لخدمة حجاج بيت الله الحرام. ويستهدف النظام مستقبلاً تغطية أجزاء الحرم المكي الداخلية كافةً بأحدث التقنيات الحديثة وبمشاركة القطاع الخاص، مما سيسهم في توفير عوائد سنوية للدولة.
وتأتي هذه الجهود استكمالاً لمسيرة الوزارة في إنجاح موسم الحج وتسهيله، ففي عام 1440هـ، بلغ إجمالي المكالمات المحلية والدولية 364 مليون مكالمة، فيما تجاوز حجم استهلاك البيانات خلال كامل الموسم 38.9 ألف تيرابايت بزيادة قدرها 27 % عن الفترة المماثلة في عام 1439هـ، كما بلغت سرعة التنزيل للإنترنت المتنقل في مكة المكرمة 44 ميجابايت/ثانية، بزيادة تقدر بـ 67% مقارنةً بعام 1439هـ. وبلغت سرعة التنزيل للإنترنت المتنقل في المدينة المنورة 48.14 ميجابايت/ثانية، بنسبة زيادة تصل إلى 54% مقارنةً بالعام الماضي ووفرت الوزارة خدمة الجيل الخامس في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، لتقديم خدمات نوعية لحجاج بيت الله في موسم الحج، منها: تطبيقات أوليَّة مدعومة بشبكة الجيل الخامس، اشتملت على تجربة الطائرات بدون طيار (الدرونز)، وربط سيارات الإسعاف بالمراكز الصحية، وإثراء تجارب الواقع الافتراضي، إلى جانب استخدام تقنية الهولوغرام في الوعظ والإرشاد، وإضافة إلى ذلك استحدثت الوزارة 37 محطة تعمل بتقنية الجيل الخامس موزعةً على المشاعر المقدسة، أسهمت في تحقيق أعلى درجات التغطية والسرعة الفائقة، متيحةً للحجاج الحصول على خدمات الاتصالات والإنترنت المبتكرة والنوعية. كما عملت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع شركات الاتصالات على تقديم خدمات الإنترنت اللاسلكية عن طريق تقنية الواي فاي إذ تجاوز عدد نقاط الوصول هذا العام (5442) نقطة وصول في كلتا المدينتين المقدستين والمشاعر. يذكر أن البنية التحتية للاتصالات وتقنية المعلومات في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة تعد من أضخم البنى التحتية على مستوى العالم وأكثرها تقدماً.
ومع زيادة أعداد الحجاج عاماً بعد عام، تزداد جودة الخدمات، وتتجاوز التوقُّعات. ومع أن موسم الحج لعام 1441هـ موسم استثنائي، إلا أنه لن يكون أول تحدٍ تتغلب عليه المملكة العربية السعودية في موسم الحج، وبخبراتها المتراكمة وتفانيها في تيسير رحلة الحجاج وبعون من الله أولاً وآخراً، سيكون حج عام 1441هـ محطة في مسيرة نجاحات المملكة في موسم الحج. وبدافع الاهتمام الذي أولته رؤية المملكة 2030 إلى خدمة ضيوف الرحمن، كان لمبادرات برنامج التحول الوطني بالتعاون مع الجهات المعنيَّة نصيب من الاستعدادات المسبقة لإنجاح موسم الحج، نستعرض هنا أبرز تلك الجهود والمبادرات.
تتطلَّع الأنظار لوزارة الصحة في موسم هذا الحج الاستثنائي، في ظل انتشار جائحة كورونا، وقد كثَّفت الوزارة جهدها منذ ظهور الجائحة في السيطرة عليها والحد من انتشارها، واستمرت جهودها مع اقتراب موسم الحج، إذ وضعت الوزارة خطة للاستعداد لموسم حج 1441هـ الاستثنائي بإقامة الحج بأعدادٍ محدودة جداً، وفحص جميع المشاركين في أداء فريضة الحج لهذا العام، وتوفير كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية، والحرص على تحقيق التباعد الجسدي، وإخضاع جميع المشاركين للعزل المنزلي قبل بدء مناسك الحج وبعد الانتهاء منها، بالإضافة إلى توفير الخدمات الصحية اللازمة خلال أيام الحج، واشتراط 20 حاجاً كحد أعلى لكل باص، وتوفير مستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة في المشاعر المقدسة وداخل مكة والمدينة، وتوفير أساور كورونا لجميع الحجاج لرصد العزل المنزلي قبل الحج وبعد الانتهاء منه، وتقديم خدمات الدعم والاستشارة من 937 بـ13 لغة، وتجهيز 140 متطوعاً صحِّياً استعداداً لتوزيعهم على النقاط الرئيسية في الحج.
الصحة أولاً
تفخر وزارة الصحة بخبراتها المتراكمة لحماية الحجاج من الأوبئة والأمراض فأكبر دليل على الرعاية الصحيَّة المميزة التي توفرها المملكة لحجاج بيت الله الحرام، ما حدث في موسم حج 1440هـ الذي حظي بإعجاب منظمة الصحة العالمية وإشادتها بالجهود المبذولة، استفاد 1.690.000 حاج من الخدمات الإسعافية والوقائية، وتنوعت الخدمات المقدمة بين 36 عملية قلب مفتوح، وأكثر من 750 قسطرة قلبية، و3328 جلسة غسل كلوي، و151 عملية مناظير، بينما استفاد 6034 من الخدمات العلاجية للمستشفيات والتي وفرت 5000 سرير لمستفيديها، وسُجلت 12 حالة ولادة، وقُدِّمت الخدمات كافة بالمجان.
ومن الجانب الوقائي حرصت وزارة الصحة على إصدار الاشتراطات، والتوصيات الصحية للحج، ونشرها عبر سفارات خادم الحرمين الشريفين. كما استفاد أكثر من مليون وستمائة وتسعين ألف حاج من الخدمات الوقائية والإسعافية بالمنافذ الصحية التي جهَّزتها الوزارة لموسم حج 1440هـ، وشاركت وزارة الصحة، بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية، في مبادرة (طريق مكة) التي نُفِّذت من خلالها الإجراءات الوقائية في بلد الحاج قبل قدومه إلى المملكة. وأحدثت المبادرة نقلة نوعية في الالتزام بالاشتراطات الصحية، إذ بلغت التغطية بلقاحي الحمى الشوكية والإنفلونزا للحجاج القادمين عبر هذه المبادرة نسبة 100% لأول مرة. كما بلغ عدد منسوبي وزارة الصحة الذين شاركوا في خدمة الحجاج لعام 1440هـ قرابة 30 ألفاً. كما جهَّزت الوزارة 25 مستشفى في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدَّسة بسعة سريرية بلغت خمسة آلاف سرير، وبقيادة 1141 فريقاً طبيّاً في المشاعر المقدسة. وأضافت أنها أعدت 142 مركزاً للرعاية الصحية الأولية، فضلاً عن أكثر من 140عيادة متنقلة، تم نشرها في أماكن تجمع الحجاج، خصوصاً في مراكز طوارئ جسر الجمرات، والنقاط الطبية في قطار المشاعر إضافة إلى 86 فرقة ميدانية في المشاعر وداخل مكة وخارجها. يذكر أن وزارة الصحة كانت قد أطلقت لأول مرة في موسم حج 1440 تقنية (الروبوت) للاستشارات الطبية، وأتاحت هذه التقنية للمستشفيات في مشعر منى، الوصول إلى الاستشاريين في تخصصات دقيقة عن بُعد. كما وفَّرت الوزارة أجهزة الترجمة الآلية إلى 12 لغة بالمستشفيات، ومراكز الرعاية الصحية الأولية، إضافة إلى الترجمة المباشرة بواسطة مركز خدمة (937) لـ8 لغات. كما طبقت وزارة الصحة نظام الملف الطبي الإلكتروني في 55 مركزاً للرعاية الصحية الأولية، إضافة إلى جميع مستشفيات المشاعر المقدسة، وتوفير برامج الصحة الإلكترونية لتقديم الاستشارات الطبية.
عذب فُرات من منى لعرفات
في وقت تعد المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، ضمن منظومة وزارة البيئة والمياه والزراعة، إحدى الجهات المعنية التي يعوَّل عليها للمساهمة في إنجاح موسم الحج من خلال مبادرات برنامج التحول الوطني، سخَّرت المؤسسة كافة إمكانيَّاتها وكامل طاقاتها وخبراتها لذلك، وكان نتاج ذلك تميُّز موسم عام 1440هـ، بأن حقَّقت كميات المياه المحلاة والمنقولة أرقاماً قياسية غير مسبوقة مع احتفاظ خزانات المياه على مستويات عالية طيلة فترة موسم الحج، واستطاعت بنجاح إمداد الحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بما يلزمهم من المياه المحلاة. وأسهمت جهود المؤسسة العامة لتحلية المياه بقيادة وزارة البيئة والمياه والزراعة، ضمن مبادرات برنامج التحول الوطني في إنجاح موسم الحج لعام 1440هـ، وكان من أبرز أعمالها:
أولاً: إمدادات المياه لمكة والمشاعر المقدسة، إذ تم تصدير أكثر من 41 مليون متر مكعب لإمداد مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بالمياه المحلاة خلال موسم الحج بزيادة تقدر بمليون متر مكعب عن الموسم الذي سبقه، وفي زيادة غير مسبوقة وبرقم قياسي. إذ تجاوزت كميات المياه المصدرة لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة في يومي التروية وعرفة مليوني متر مكعب، مع عدم تأثُّر المدن المستفيدة الأخرى من أي نقص في الكميات المتفق عليها، إضافة إلى تعزيز منظومة نقل المياه بمنطقة مكة المكرمة بطاقة ضح 608 آلاف متر مكعب يوميّاً وذلك بدخول نظام نقل مياه الشعيبة منى (ب)، وزيادة طاقة الضخ القصوى لنظام نقل مياه الشعيبة منى (أ) من 560 ألفاً إلى 622 متراً مكعباً يوميّاً بزيادة 65 ألف متر مكعب يوميّاً مقارنة بالعام الذي سبقه، دون الاجتزاء من حصص المدن المستفيدة الأخرى، مثل: جدة والطائف والباحة. كما استطاعت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تعزيز منظومة خزن المياه بمنطقة منى والمشاعر المقدسة بإنشاء خزانين بالمعيصم ومشعر منى بسعة 170 ألف متر مكعب لكل خزان، وتم إدخال أحدهما وتعبئته في مدة قياسية تقدر بنحو ستة أشهر.
ثانياً: إمدادات المياه للمدينة المنورة، إذ تم تصدير أكثر من 42 مليون متر مكعب لإمداد المدينة المنورة بالمياه المحلاة خلال موسم الحج بزيادة 4.5 مليون متر مكعب عن الموسم الذي سبقه. كما تم تعزيز منظومة إنتاج المياه بمنطقة المدينة المنورة بطاقة إنتاجية تقدر بـ 470 ألف متر مكعب يوميّاً وذلك بدخول محطة ينبع المرحلة الثالثة بدخول خمس وحدات تحلية من أصل ست وحدات، إضافة إلى زيادة الضخ لغرب المدينة المنورة إلى 43 ألف متر مكعب يومياً بزيادة قدرها 58% وتعبئة الخزانات الإستراتيجية الجديدة وزيادة معدل الخزن فيها بنسبة 22% إضافة إلى زيادة كميات الضخ في المرحلة الثالثة بكميات تصل إلى 360 ألف متر مكعب يومياً.
مشاعر مغطاة بـ5G
في إطار الاستعدادات لاستقبال موسم الحج 1441هـ، وضمن مبادرات برنامج التحول الوطني، انتهت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع مزودي الخدمة من تنفيذ نظام التغطية الداخلية لشبكة الهاتف الجوال وتشغيله، بمبنى الشامية في توسعة الدولة السعودية الثالثة في القبو والدور الأرضي والأول والثاني. كما أتمَّت تركيب معدَّات المشغلين الثلاثة وربطها وتشغيلها مع النظام ودخول النظام لمرحلة التشغيل رسميّاً لخدمة حجاج بيت الله الحرام. ويستهدف النظام مستقبلاً تغطية أجزاء الحرم المكي الداخلية كافةً بأحدث التقنيات الحديثة وبمشاركة القطاع الخاص، مما سيسهم في توفير عوائد سنوية للدولة.
وتأتي هذه الجهود استكمالاً لمسيرة الوزارة في إنجاح موسم الحج وتسهيله، ففي عام 1440هـ، بلغ إجمالي المكالمات المحلية والدولية 364 مليون مكالمة، فيما تجاوز حجم استهلاك البيانات خلال كامل الموسم 38.9 ألف تيرابايت بزيادة قدرها 27 % عن الفترة المماثلة في عام 1439هـ، كما بلغت سرعة التنزيل للإنترنت المتنقل في مكة المكرمة 44 ميجابايت/ثانية، بزيادة تقدر بـ 67% مقارنةً بعام 1439هـ. وبلغت سرعة التنزيل للإنترنت المتنقل في المدينة المنورة 48.14 ميجابايت/ثانية، بنسبة زيادة تصل إلى 54% مقارنةً بالعام الماضي ووفرت الوزارة خدمة الجيل الخامس في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، لتقديم خدمات نوعية لحجاج بيت الله في موسم الحج، منها: تطبيقات أوليَّة مدعومة بشبكة الجيل الخامس، اشتملت على تجربة الطائرات بدون طيار (الدرونز)، وربط سيارات الإسعاف بالمراكز الصحية، وإثراء تجارب الواقع الافتراضي، إلى جانب استخدام تقنية الهولوغرام في الوعظ والإرشاد، وإضافة إلى ذلك استحدثت الوزارة 37 محطة تعمل بتقنية الجيل الخامس موزعةً على المشاعر المقدسة، أسهمت في تحقيق أعلى درجات التغطية والسرعة الفائقة، متيحةً للحجاج الحصول على خدمات الاتصالات والإنترنت المبتكرة والنوعية. كما عملت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع شركات الاتصالات على تقديم خدمات الإنترنت اللاسلكية عن طريق تقنية الواي فاي إذ تجاوز عدد نقاط الوصول هذا العام (5442) نقطة وصول في كلتا المدينتين المقدستين والمشاعر. يذكر أن البنية التحتية للاتصالات وتقنية المعلومات في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة تعد من أضخم البنى التحتية على مستوى العالم وأكثرها تقدماً.