عملت المملكة العربية السعودية بكل جهودها وطاقاتها وكوادرها وإمكاناتها لينعم ضيوف الرحمن وزوار الحرمين بالراحة، ويتموا نسكهم بسلام آمنين. فمنذ تأسيس المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز، وخدمة الحاج والمعتمر أولوية سعودية قصوى، وواجب مقدس، بذلت من خلاله الغالي والنفيس. ففي كل عام يرى الحاج والمعتمر المزيد من التغيرات، وتطوير البنية التحتية والخدمية، وفق أحدث التقنيات والآليات. وفي موسم حج هذا العام الاستثنائي، كانت الجهود مضاعفة، في ظل أزمة جائحة فايروس كورونا المستجد، إذ أعلنت المملكة ابتداء إقامة الحج هذا العام بأعداد محدودة جدا لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، حرصا على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحيا، وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات جائحة كورونا، وتحقيقا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية، نظرا لما يشهده العالم من تفشٍّ للفايروس المستجد (كوفيد-19)، واستقبال ضيوف الرحمن على مراحل، إذ تم خلال المرحلة الأولى تصعيدهم إلى مكة المكرمة لإسكانهم في فنادق مهيأة من قبل وزارة الصحة، تشرف عليها بشكل مباشر وزارة الحج والعمرة، لإيوائهم من 4-8 ذي الحجة، قبل توجههم إلى مشعر منى اليوم، وخصصت غرفة لكل حاج بتجهيزاتها الكاملة، وخصصت المرحلة الثانية لغير المصابين بفايروس كورونا ممن لا يحتاجون للحجر، والعديد من الجهود الجبارة التي كان آخرها تخصيص «قائد صحي» لكل ٥٠ حاجاً، للتأكد من تطبيق جميع الاشتراطات الصحية، والالتزام بتطبيق التباعد الاجتماعي بين الحجاج، والإشراف على تنقلاتهم ومرافقتهم أثناء أداء نسكهم.