وصف أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد العيسى ظاهرة الاتجار بالبشر بأنها «نمط جديد من أنماط العبودية المعاصرة التي عرفتها البشرية».
وأكدت الرابطة، بكونها منظمة إسلامية شعبية عالمية جامعة، تتمتع بالعضوية في عدد من المنظمات الدولية، ممثلة للشعوب والمجتمعات الإسلامية حول العالم، بمناسبة اليوم العالمي «للاتجار بالبشر» أنها تتابع عن كثب وبعناية بالغة أبعاد تفشي هذه الظاهرة الخطيرة وتداعياتها الإقليمية والدولية، مشددة على أنها تولي اهتمامها الكبير بالتعاون مع المجتمع الدولي لمكافحتها والحد منها، حيث تجسد هذا الاهتمام بالمشاركة الفعالة في عدد من المؤتمرات والملتقيات الدولية ذات الصلة، والمصادقة والتوقيع على عدد من الاتفاقيات والشراكات ذات البعد الإنساني، مع مختلف الحكومات والهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية.
وأوضح الأمين العام للرابطة أن ظاهرة «الاتجار بالبشر» باتت تشكل تهديداً خطيراً للإنسانية، وأرَقاً مستمراً للمجتمعات البشرية، بعد أن أصبحت جريمة منظمة في عالم اليوم؛ وما تمثله من استغلال جائر وانتهاك صارخ لكرامة الإنسان وحقوقه وحرياته الأساسية، في عصر بلغت فيه الحضارة الإنسانية أوج تقدمها وازدهارها.
وبين العيسى أن أحوج ما يكون له الإنسان في كل عصر ضمان كرامته، وأن تتحقق له سبل الحياة الكريمة، التي تعد القيم قاعدتها الأساسية، ومن ذلك حفظ الحقوق والحريات المشروعة، وتحقيق السلام والوئام بين أبناء العائلة الإنسانية الواحدة، قائلاً: «إلا أنه للأسف الشديد - ومع التقدم العلمي الهائل والتطور التقني المتسارع - فإن الإنسان المعاصر لا يزال يعاني من ضغوط اقتصادية وصلت إلى تسليع الإنسان واستهلاكه دون مراعاة للقيم والأخلاق، ليتفاجأ العالم اليوم ببروز الرّق والاستعباد في شكله الجديد، المتمثل في (ظاهرة الاتجار بالبشر)، وهو في حقيقته استغلال جائر للإنسان وظروفه القاهرة، وانتهاك صارخ لحقوقه المشروعة، وتحويله إلى بضاعة رخيصة من قبل عصابات وحشية تدفع بضحاياها إلى أتون القهر والاستعباد، وعالم المجهول».
وأضاف: «أن ظاهرة الاتجار بالبشر أضحت اليوم جريمة دولية منظمة عابرة للحدود الوطنية، وتمثل نمطاً جديداً من أنماط العبودية المعاصرة التي عرفتها البشرية، لما تشكله من خرقٍ واضحٍ لكرامة الإنسان وآدميته، ما حدا بالأمم المتحدة إلى عدّها أخطر جريمة تهدد العالم المعاصر بعد تجارتي المخدرات والسلاح، وخصصت لها يوماً مستقلاً ضمن أيامها العالمية، الذي يوافق (يوليو من كل عام)؛ لمناهضتها والتوعية بمخاطرها والتحذير من الوقوع في شراكها».