من يصدق أن أشهر شارع للتسوق في العالم أضحى يشكو قلة من يرتادونه؟ إنه شارع أكسفورد، أشهر شوارع منطقة «الويست إند»، التي تشمل أيضاً شارعي ريجنت ستريت، وبوند ستريت. فقد أعلنت الجهات المختصة أن ارتياد متاجر شارع أكسفورد هبط هبوطاً مريعاً بنسبة 72% الشهر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من عام 2019. والأكثر بعثاً للأسى في النفوس أن عدداً من المتاجر التي ظلت أضواؤها تتلألأ في هذا الشارع، خصوصاً قرب محطة ماربل آرش لقطارات المترو، أغلقت أبوابها نهائياً. ومنها بوكس أفينيو، وأديداس، وراسل آند بروملي، ولينكس أوف لندن. وهذه الصورة القاتمة هي نفسها التي يشهدها من يزور شوارع التسوق اللندنية الأخرى. وطبقاً لبيانات نشرتها صحيفة «ديلي ميل» أمس الأول، فإن شوارع التسوق في مدن بيرمنغهام، ومانشستر، وليدز، وليفربول، وكارديف شهدت تضاؤل مرتايدها بنسبة تداني 50%. ويعزى ذلك الى التشدد في فرض ارتداء قناع الوجه، ومراعاة التباعد الجسدي، وإغلاق غرف تجريب الملابس، وإلغاء الأماكن المخصصة لعرض أدوات التجميل. وذهب متشائمون الى أن سلسلة المتاجر الكبرى التي لها أفرع رئيسية في شارع أكسفورد، مثل ماركس آند سبنسر، وديبينهام، وجون لويس، وهاوس أوف فريزر، قد تضطر الى إغلاق متاجرها نهائياً خلال عام، إذا لم تتدخل الحكومة البريطانية لإنقاذ الوضع، من خلال استحداث إصلاحات ضريبية تراعي تغير الطلب على سلع تلك السلاسل التجارية. كما أنه يبدو أن المتسوقين أضحوا يفضلون زيارة أقرب «المولات» لمساكنهم، حيث يمكنهم التبضع من عدد من المتاجر المتجاورة التي لا تتوافر أفرع لها في وسط لندن.