قبل أن تنصرم ليلة على تجاوز عدد المصابين بفايروس كورونا الجديد في العالم 20 مليوناً، تعدى أمس ربع المليون الأول بعد الـ20 مليوناً. وزاد عدد وفياته ليصل إلى 739.212 وفاة. وهي محطة مهمة في تاريخ الإنسانية مع هذا الوباء. فقد اقتضى نحو ستة أشهر لتصيب عدواه 10 ملايين نسمة، منذ خروجه من مدينة ووهان في الصين نهاية عام 2019. وفي 45 يوماً فحسب ضاعف عدد حالاته إلى الرقم الحالي. ويلاحظ أن أكثر من نصف الـ20 مليون إصابة توجد في الولايات المتحدة، والبرازيل، والهند. ويعتقد مسؤولون صحيون أمريكيون، وليس مجرد خبراء، أن العدد الحقيقي للمصابين في الولايات المتحدة أكبر بكثير من الإحصاء الذي تعلنه جامعة جونز هوبكنز، خصوصاً أن نحو 40% من المصابين لم تظهر عليهم أعراض. ولا يزال عدد الإصابات الجديدة في ارتفاع يومياً في أمريكا، والهند، والبرازيل. ففي الهند -على سبيل المثال- لم تقل المحصلة اليومية للإصابات الجديدة عن 57 ألفاً منذ نحو 7 أيام. والنظرة المستقبلية على المدى القصير ليست أقل قتامة. فقد أجمع علماء الأوبئة على أن الشتاء القادم سيشهد موجة ثانية مدمرة من هجمة الفايروس الوبائي. وذكرت مجلة (ستات نيوز) الأمريكية أمس أن الأمريكيين بدلاً من أن يستعدوا لمواجهة الهجمة الفايروسية الشتوية، بكبح التفشي الصيفي الراهن؛ يشغلون نفسهم بكيفية العودة إلى حياة ما قبل الجائحة. وأكد العلماء أن الصيف هو أفضل بيئة للجم تفشي الوباء قبل حلول الشتاء. وقال مدير مركز أبحاث الأمراض المُعدية بجامعة مينيسوتا الأمريكية أمس إنه ما لم يتحرك الأمريكيون الآن، بشكل حازم، فسيضطرون خلال الشتاء إلى العودة لتدابير الإغلاق، ما لم يظهر مصل واق قبيل انتهاء 2020. وقفز عدد المصابين في أمريكا أمس ليصل إلى 5.25 مليون نسمة، توفي منهم 166.192 شخصاً، يمثلون نحو خُمس عدد وفيات العالم جراء وباء كوفيد-19. وتزحف البرازيل بخطى حثيثة صوب 4 ملايين مصاب (3.057 مليون أمس، إلى جانب 101857 وفاة). وتعدت الهند ربع المليون الأول بعد مليونيْ إصابة. وقفز معها عدد الوفيات هناك إلى 45.361 شخصاً. وأضحت جنوب أفريقيا أكبر بؤرة للتفشي في القارة السمراء، إذ تقترب من 600 ألف إصابة (563.598 أمس). وتقترب المكسيك وبيرو من نصف المليون إصابة، فيما تقترب كولومبيا وتشيلي من 400 ألف إصابة. والمشكلة -بحسب أسوشيتد برس أمس- أن زعماء معظم الدول الأشد تضرراً من الوباء -خصوصاً البرازيل والمكسيك- لا يريدون اتباع النهج الذي يوصي به علماء الأوبئة لكبح التفشي، كالإغلاق، وإلزامية ارتداء قناع الوجه. وأمس قال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل أوبرادور إنه لن يفرض الإغلاق مطلقاً، لأنه مقتنع بأن على البرازيليين أن يقاوموا الوباء بمراعاة مسافة التباعد الجسدي. وفي اليابان تصارع الحكومة تسارع العدوى في العاصمة طوكيو. ونصحت الحكومة الشعب الياباني بالتضحية بعطلته هذا الصيف، والبقاء في منازلهم حتى يمكن خفض نسبة التفشي. وبعد أن تنفست إسبانيا وفرنسا وبريطانيا الصعداء بعد ربيع مفجع، عادت بؤر التفشي لعدد من مدن الدول الثلاث. وانعكست آية النجاحات التي حققتها أستراليا، وفيتنام ليظهر الفايروس في حالات متزايدة يومياً، تصحبها وفيات. ولا تزال ملبورن، عاصمة مقاطعة فكتوريا الأسترالية، خاضعة منذ أكثر من أسبوع لإغلاق تام، جراء تسارع الحالات، وآخرها 331 إصابة جديدة في ملبورن الثلاثاء. وفي الصين تم إعلان 13 إصابة جديدة، معظمها في محافظة تشينجيانغ الغربية البعيدة. وذكرت الصين أمس أنها عثرت على فايروس كورونا الجديد في عينات من طعام بحري مستورد بميناء يانتاي، في محافظة شاندونغ. لكنها لم تذكر منشأ الأطعمة البحرية المستوردة؛ فيما قالت هونغ كونغ إنها سجلت 60 حالة جديدة أمس. وأضحى النظام العالمي الجديد قائماً على إغلاق الحدود، والمدن، وإلزامية ارتداء الكمامات، وإعلان سجلات يومية للإصابات والوفيات. وذكرت أسوشيتد برس أمس أن بيانات حصلت عليها تشير إلى أنه أعلنت استقالة، أو عزل، أو الإحالة للتقاعد لأكثر من 40 مسؤولاً صحياً في 23 ولاية أمريكية منذ أبريل الماضي، بسبب غضب القادة الكبار من الإحصاءات المعلنة يومياً. وأعلنت ألمانيا أمس رصد 1.220 حالة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية المنتهية صباح الثلاثاء. وكان آخر عدد من الإصابات تم تسجيله الإثنين 385 حالة. وهذه هي المرة الثالثة خلال أقل من أسبوع التي تكتشف فيها ألمانيا فوق الألف إصابة. وفي الفلبين، حيث تواجه الحكومة صعوبات مالية جمّة جراء الإغلاق في العاصمة مانيلا؛ قال الرئيس رودريغو دوتيرتي أمس إنه وافق على أن يكون أول متطوع في الفلبين للتطعيم بلقاح أنتجته روسيا، ولا يزال يخضع لمرحلة التجارب السريرية. وفي بريطانيا، أعلنت حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون أنها قررت إلغاء اللجان المركزية المكلفة باقتفاء أثر المخالطين المحتملين للمصابين بكوفيد-19. وأضافت أنها قررت تكوين لجان من الأحياء في مختلف المدن، تقوم بطرق أبواب منازل المخالطين لفحصهم.