العرب والأفارقة ليسوا وحدهم في تقديس الولاءات العائلية، حتى في أتون تفشي الأوبئة، وخلال الأزمات الصحية الطاحنة. الأمريكيون لا يختلفون كثيراً. فقد ذكرت صحيفة «ماونتاين سيتيزن» الأمريكية أمس أن الشعور بواجب العزاء في فقيدة لإحدى أسر أرياف ولاية كنتكي أدى إلى إصابة 40 فرداً من تلك العائلة بفايروس كورونا الجديد! وكل ذلك تمّ لأن إحدى سيدات هذه الأسرة كانت تعلم بأنها مصابة بالفايروس، ومع ذلك قررت أن تسافر جواً من الولاية التي تقيم فيها إلى كنتكي، حتى لا يلومها أحد على الغياب عن تشييع ابنة خالتها. وقالت المصابة التي تسببت بنقل العدوى للعائلة بأكملها، وتدعى بوللي وليامس إنها أصيبت بحزن شديد حين أبلغت بوفاة ابنة خالتها كينيثا برايج في دنلو بولاية كنتكي، في 30 يونيو الماضي. وقررت السفر من بلدة كيرميت بولاية فيرجينيا الغربية، حيث تقيم، إلى كنتكي لحضور تشييع جثمانها في 2 يوليو الماضي. كما قرر ابن خالهما وليامس ليرند الحضور من ولاية أريزونا ليكون بجوار الأسرة في هذه اللحظة الصعبة. ولم يقل أحد لبقية أفراد الأسرة إن زوج بوللي وابنها اللذين لم يحضرا العزاء أصيبا بالفايروس، وانتقلت العدوى إلى بوللي التي قررت السفر مهما كانت النتيجة. وقال ليرند إن قريبته القادمة من خارج الولاية كانت الأعراض ظاهرة عليها. لكن الجميع اعتقدوا أنها ربما كانت منهكة من إعياء الرحلة الجوية وتغير الطقس من ولاية إلى ولاية. وأكد أن جميع أفراد العائلة لم يرتدوا كمامات قبل التشييع أو بعده. وفي ذلك اليوم ذهبت والدة ليرند لمنزل الفقيدة لتوصيل بعض المستلزمات المنزلية. وجلست هناك فترة قصيرة، ثم عادت لبيتها. وأضاف أن أفراداً عدة من الأسرة جاءوا إلى منزل الفقيدة لتوصيل مستلزمات لتوفير متطلبات المأتم. وفي اليوم التالي لدفن الجثمان بدأت المأساة بإصابة طفل صغير في منزل الفقيدة، حيث بات معظم أفراد الأسرة القادمين من ولايات أخرى. وقالت وليامس إن أكثر من 40 من أفراد العائلة أصيبوا بكوفيد-19، إلى جانب الجيران والأصدقاء الذين زاروا منزل الفقيدة للتعزية. وشملت الإصابة توأماً في شهرهما الخامس، وامرأة في الـ 77 من عمرها.