أصدرت هيئة تقويم التعليم والتدريب تقريراً مفصلاً عن مشاركة عينة ممثلة من المعلمين في المملكة، وقادة المدارس التي يعمل بها أولئك المعلمون، في المسح الدولي للتعليم والتعلم المعروف اختصارًا باسم تالس TALIS وتشرف عليه منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).
وكشف التقرير الذي صدر بعنوان «مهنة التعليم وقيمتها في نظر المعلمين وقادة المدارس» أن معلمي المملكة وقادة مدارسها أصغر أعماراً بالمقارنة الدولية، حيث يبلغ متوسط أعمار المعلمين في المملكة 38 عاماً فقط، بمتوسط خبرة 12 عاماً، بينما يبلغ متوسط أعمار المعلمين في الدول المشاركة في تالس 44 عاماً، بمتوسط خبرة 16 عاماً، ويبلغ متوسط أعمار قادة المدارس في المملكة 43 عاماً، بمتوسط خبرة 8 أعوام، أقل بثمانية أعوام من متوسط أعمار قادة المدارس في الدول المشاركة في تاس الذي يبلغ 51 عاماً، بمتوسط خبرة 9 أعوام، أي أن قادة المدارس في المملكة يبدؤون مهنة القيادة المدرسية في عمر 35 عاماً بينما في الدول المشاركة في تالس يبدأ القادة ممارسة القيادة في عمر 42 عاماً.
وتناول تقرير تالس 2018 ميزات مهنة التعليم في نظر المعلمين أنفسهم، حيث يتيح التعليم مسارًا مُرضيًا في رأي 90% من المعلمين، كما يتيح دخلًا مضمونًا وفقًا لـ91% ووظيفة آمنة وفقاً لـ90% منهم، ويرى 94% من المعلمين أن من أهم ميزات مهنتهم أنها تتيح فرصة لهم للتأثير الإيجابي في تطور الطلبة، ويرى 83% من المعلمين أن جدول التدريس ينسجم مع الالتزامات الشخصية لهم.
وأبان التقرير أن العلاقة بين الطلاب والمعلمين إيجابية في العموم، حيث اتفق 95% من المعلمين في المملكة على أن علاقة الطلاب والمعلمين يسودها التفاهم.
وأوضح التقرير أن المعلمين في المملكة يستثمرون 65% من وقت الحصة في الأنشطة التعليمية، بينما يقتطعون 22% من وقت الحصة الدراسية لحفظ النظام، أما إدارة الصف فنصيبها 12% من زمن الحصة، مما يعني أن 35% من وقت الحصة يهدر في أنشطة غير تعليمية، وهو ما يزيد على 15 دقيقة في كل حصة، بإجمالي 105 دقائق يومياً، أي حصتان وثلث الحصة يومياً من الحصص السبع، وما مجموعه 11.6 حصة أسبوعياً.
وأظهر التقرير أن المؤهلات التعليمية لمعلمي المملكة ليست مرتفعة، بالمقارنة العالمية، حيث يحمل درجة الماجستير 40% من المعلمين في مجموع الدول المشاركة في تالس و90% من المعلمين في فنلندا، لكن نسبة حملة درجة الماجستير لا تصل إلى 6% بين المعلمين في المملكة، وهناك نسبة ضئيلة جِدًّا من حملة درجة الدكتوراه، لا تتجاوز واحدًا من بين كل ألف معلم، بينما يتوقف تعليم معظم المعلمين في المملكة (أكثر من 90%) عند درجة البكالوريوس.
وكشفت دراسة تاس وجود حاجة لتدعيم الحوافز للمشاركة في برامج التطوير التي تعد من أهم أدوات التطوير المهني للمعلمين، بجانب الحاجة إلى توفير أنشطة متنوعة كافية لتطويرهم مهنياً، وفق احتياجاتهم التدريبية التي ذكروا عددًا من مجالاتها في التقرير.
يذكر أن الاسم المختصر تالس TALSI مأخوذ من Teaching and Learning International Survey، ويعني المسح الدولي للتعليم والتعلم، وهي دراسة دورية تنفذ كل خمسة أعوام، وشاركت المملكة في دورتها الثالثة عام 2018 لأول مرة ممثلة في هيئة تقويم التعليم والتدريب وهي الجهة الحكومية المعنية بالمسوحات التعليمية والرخص المهنية للوظائف التعليمية. وتتيح تالس المجال للمعلمين وقادة المدارس للمشاركة في تقييم التعليم وتحسينه من خلال عرض آرائهم وتصوراتهم حول ما يتعلق بمهنتهم. ويعد تالس منصة دولية لتقديم نتائج ومؤشرات ثرية لصناع القرار التعليمي من جهة السياسات والممارسات حيال بيئات التعليم والتعلم من خلال آراء وخبرات الممارسين الفعليين في البيئة التعليمية، لا سيما أنها تتوفر على مقارنات دقيقة، مُضاءة بتجارب دولية ثرية ومتنوعة، الأمر الذي يجعلها مفيدة أيضاً للبحث العلمي التربوي الرصين، الذي يسهم بدوره في التشخيص والتطوير للمنظومة التعليمية.