مدينة بلاكبيرن تواجه شبح الإغلاق.
مدينة بلاكبيرن تواجه شبح الإغلاق.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
فيما تشهد ساحة الأبحاث الهادفة لصنع عقار، أو لقاح ناجع، من شأنهما أن يوقفا جائحة فايروس كورونا الجديد، تحركات لا تهدأ؛ إلا أن كلمة «الإغلاق» أضحت العنوان الأكبر في عدد من الدول المتضررة من تفاقم أزمة تفشي وباء كوفيد-19. ففيما أعلن المرشح الديموقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن أمس الأول، أنه لن يتردد في اتخاذ قرار «الإغلاق» إذا أوصى علماء الأوبئة بذلك الإجراء؛ أبلغ مسؤول حكومي كبير صحيفة «ديلي تلغراف» أمس، أن حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون لن تتردد في إغلاق جميع أرجاء البلاد، إذا تفاقم تفشي كوفيد-19 بصورة مماثلة لما تشهده إسبانيا. وكانت بريطانيا فرضت الإغلاق أخيراً على مدينتي مانشستر وليستر، فيما أمرت سكان مدينتي أولدهام وبلاكبيرن بأنهم ممنوعون من زيارة بعضهم بعضاً في المنازل اعتباراً من منتصف ليل السبت/ ‏الأحد. وكان جونسون استبعد، في مقابلة مع «التلغراف» الشهر الماضي، أي عودة للإغلاق الشامل. وارتفع معدل التفشي في إسبانيا أخيراً إلى 142 حالة من كل 100 ألف من السكان. وقال مسؤولون بريطانيون أمس إن البلاد تستعد لخريف وشتاء قد يشهدان زيادة في التفشي. ويتوقع كثيرون أن يرتفع عدد الإصابات مع إعادة فتح المدارس في 4 سبتمبر القادم. وعلى رغم أن معدل التفشي في بريطانيا يبلغ حالياً 11 إصابة من بين كل 100 ألف من السكان، إلا أن التحذيرات من هجمة فايروسية جديدة مع حلول الشتاء زاد المخاوف من تفاقم الأزمة الصحية. ولم تقتصر تدابير الإغلاق على مدينة أوكلاند، ثانية أكبر مدن نيوزيلندا، ولا على مدينة ملبورن عاصمة مقاطعة فكتوريا في أستراليا. فقد انضم إلى قائمة البلدان المغلقة إغلاقاً تاماً المغرب، ولبنان. ولجأ لبنان إلى الإغلاق، بعدما تجاوز عدد الإصابات 10 آلاف الأسبوع الماضي. وجاء ذلك على رغم أن البلاد لم تضمد جراحها بعد من كارثة انفجار مرفأ بيروت، الذي أودى بأكثر من 170 شخصاً، وأكثر من 6 آلاف جريح. وتسبب الانفجار في تعطيل أربعة مستشفيات كبيرة، وعشرات العيادات الخاصة والمتخصصة. وفي هونغ كونغ، قررت السلطات الصينية إخضاع جميع سكان هونغ كونغ لفحص كوفيد-19 اعتباراً من أول سبتمبر القادم. وستستمر حملة الاختبارات أسبوعين. وأوضحت الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام أمس، أن جميع السكان يحق لهم الفحص بلا مقابل مادي. وتأمل السلطات هناك أن تؤدي حملة الفحص إلى كسر السلاسل الخفية للتفشي الذي تعانيه هونغ كونغ، التي يزيد عدد سكانها على 7 ملايين نسمة.

وعلى صعيد الأدوية الهادفة للقضاء على الوباء؛ أصدرت الجمعية الأمريكية لمكافحة الأمراض المُعدية الليل قبل الماضي بياناً قالت فيه «إنه يتعين على المشافي الأمريكية إلغاء وصف عقار هايدروكسيكلوركين للمصابين بكوفيد-19، حتى لو كان ذلك يتم في نطاق تجربة سريرية». وأضاف البيان أنه يتعين إلغاء استخدام هذا العقار الذي ابتكر أصلاً لمعالجة حمى الملاريا، لا بنفسه، ولا بمشاركة المضاد الحيوي أزيثرومايسين للمصابين بفايروس كورونا الجديد. ورجحت الجمعية أنه لم يعد هناك أمل يرتجى في نفع هايدروكسيكلوركين لمرضى كوفيد-19. وفي دراسة أجرتها استشارية الأعصاب الدكتورة الأكسندرا رينولدز بمستشفى جبل سيناء في نيويورك، قال الأطباء إنهم اكتشفوا جانباً مهماً من أسرار الخراب الذي يلحقه فايروس كورونا الجديد بالرئتين، ما يؤدي إلى تضاؤل قدرة المرضى على تنفس كميات كافية من الأوكسجين. وفي بريطانيا، ذكرت صحيفة «ديلي ميل» أمس أن 10 آلاف من كوادر الخدمة الصحية الوطنية قرروا التطوع للمشاركة في دراسة حكومية تهدف لمعرفة هل يمكن أن يصاب الفرد بفايروس كورونا الجديد مرتين. وبموجب الدراسة، سيقوم المشرفون عليها بتتبع الوضع الصحي للمتطوعين على مدى عام كامل، يتم خلاله إخضاعهم للفحص مرات عدة، وأخذ عينات من دمهم لمعرفة وجود الأجسام الماضدة للفايروس فيه. ولا توجد أية دراسات علمية حالياً عن مدى المناعة التي تتوافر للمصاب بعد تعافيه، من احتمال الإصابة بالفايروس مرة ثانية. ويقول المركز الأوروبي للحد من الأمراض إن المتعافين يتمتعون حالياً بمناعة قد تدوم عاماً. ويتوقف ذلك على عُمر المتعافي، وقوة مناعته الطبيعية. غير أن المركز الأمريكي للحد من الأمراض يقول إن أبحاثه تدل على أن مناعة المتعافي لا تزيد على ثلاثة أشهر. ويصعب توفير خلاصات بهذا الشأن، لأن كوفيد-19 لا يزال مرضاً جديداً، لم يزد عمره على ثمانية أو تسعة أشهر منذ اندلاعه في مدينة ووهان بالصين نهاية 2019. وقالت المشرفة على الدراسة عالمة الوبائيات البريطانية البروفسور سوزان هوبكنز: نتعلم كل يوم شيئاً جديداً عن مدى تأثير الإصابة بكوفيد-19. لكننا لا نعرف هل يمكن أن يصاب المتعافي منه مرة ثانية. ولا نعرف هل يمكن للمصاب مرة ثانية أن ينشر العدوى. لذلك نحن بحاجة ماسة الى تقديم إجابات عن مثل هذه الأسئلة بأسرع ما يمكن.