تظاهرة طلابية أمام وزارة التعليم في لندن أمس.
تظاهرة طلابية أمام وزارة التعليم في لندن أمس.




فحص حرارة تلميذة عند بوابة مدرستها في كرويدون بلندن.
فحص حرارة تلميذة عند بوابة مدرستها في كرويدون بلندن.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
الرابع من سبتمبر... الموعد التقليدي لبدء العام الدراسي في بريطانيا، وغالبية دول العالم. ومع اقتراب هذا اليوم اندلعت في بريطانيا حرب العودة للمدارس، بين الآباء والمعلمين المشككين في جاهزية المدارس لعودة آمنة للتلاميذ، وبين رئيس الوزراء بوريس جونسون ووزراء حكومته، الذين يقولون إن أي تأخير في استئناف التعليم العام سيلحق ضرراً كبيراً بمستقبل أجيال. وتولى جونسون بنفسه مهمة تصدر الدعوة للعودة لمقاعد الدراسة. وقام بزيارة لمدرسة في لندن لتأكيد الاستعداد لبدء الدراسة. وحذر هناك من أن تأخير بدء العام الدراسي سيحدث ضرراً دائماً بمستقبل الطلاب والتلاميذ. وظلت المدارس مغلقة في بريطانيا منذ مارس الماضي، بسبب شدة الجائحة. وبالطبع فإن المعركة الراهنة بين الحكومة البريطانية ونقابات المعلمين بهذا الشأن تحاول «تجيير» أية دراسة إيجابية لمصلحتها. ففيما أبدت الحكومة ارتياحاً لإعلان الهيئة الصحية بمقاطعة إنجلترا أن أبحاثتها أكدت أن مدرسة وحيدة من بين 10 آلاف مدرسة ابتدائية وروضة أطفال في إنجلترا شهدت إصابات بعدما أعيد فتح المدارس في يونيو الماضي لفترة قصيرة. وبلغ عدد تلك الإصابات 70 إصابة. ومضت الهيئة لتقول إن من المرجح أن يلتقط الأطفال عدوى كوفيد-19 من آبائهم في المنازل أكثر من فصولهم بالمدرسة. وبالطبع فإن مثل هذه المعلومات هو ما يريده جونسون وحكومته. وفي المقابل، فإن المعلمين والآباء المترددين رحبوا بتصريحات أدلى بها لصحيفة «التايمز» أمس اختصاصي أمراض الأطفال المُعدية الدكتور شميز لاداني، الذي قال إن المعلمين هم الذين يمكنهم على الأرجح إفشاء الوباء أكثر من تلاميذهم. وزاد أن المعلمين يمكن أن يراعوا التباعد الجسدي داخل الفصول، لكنهم لن يستطيعوا مراعاته خارجها. وأشار إلى أن دراسة الهيئة الصحية في إنجلترا المشار إليها تؤكد أن الـ70 إصابة التي رصدت في مدرسة وحيدة في وينيو الماضي هي وسط معلمين، وليس طلاباً. وفي جبهة جديدة لحرب العودة للمدارس، قال الاتحاد الوطني للتعليم (أكبر نقابة للمعلمين في بريطانيا) أمس إن الحكومة مطالبة بوضع خطة بديلة (Plan B)، في حال ارتفاع الإصابات بعد فتح المدارس. كما طالب بتوفير مزيد من المعلمين الإضافيين لكل مدرسة، واستحداث مساحات إضافية لضمان سلامة الطلاب ومعلميهم. وتمسك وزير التعليم غافين وليامسون، في تصريحات لـ«التايمز» بأن المدارس جاهزة لعودة طلابها ومعلميها. ونظم عدد من الطلاب مظاهرة أمس، أمام مقر وزارة التعليم في لندن، احتجاجاً على دفع الحكومة صوب استئناف الدراسة. وبعيداً عن العراك بين الحكومة والمعلمين وطلابهم؛ فتحت المدارس في مقاطعة آيرلندا الشمالية أبوابها اليوم (الثلاثاء)، بعد إغلاق استمر منذ مارس الماضي. وشددت سلطات المقاطعة على منع أداء الأناشيد، وعدم ممارسة أي تمارين بدنية داخل الصفوف. وقالت إن تعليمات التباعد الاجتماعي يمكن تخفيفها إذا ضمنت المدرسة توفير إجراءات صحية للنظافة والتعقيم. ولن يكون مسموحاً للآباء والأمهات بدخول المدرسة، إذ تنتهي مهتمهم بتوصيل أبنائهم الى البوابات. لكن مديري ومديرات مدارس ابتدائية تبرموا من أن مباني مدارسهم ليست فيها مساحات كافية لتقنين التباعد الجسدي بين التلاميذ.

مدارس «عصر كوفيد»... هل هي مأمونة ؟


أصدرت منظمة الصحة العالمية في 21 أغسطس الجاري، 3 توصيات بشأن ارتداء الأطفال الكمامات، تمهيداً لاستئناف الدراسة. وقالت المنظمة إن الأطفال من سن 5 سنوات وما دونها ليس مطلوباً منهم ارتداء قناع للوجه؛ لأنهم لا يستطيعون استخدامه من دون مساعدة. وبالنسبة للأطفال بين 6 و11 عاماً من أعمارهم، يتوقف استخدام الكمامة على معدل التفشي الوبائي المحلي، وتوافر الإشراف من قبل البالغين، ومدى احتكاك هؤلاء الصغار بالكبار داخل أسرهم. وفيما تزعم جهات إعلامية أن الأطفال ندر أن يصابوا بكوفيد-19، قال مستشفى مايو كلينيك، والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، ورابطة مستشفيات الأطفال الأمريكية إن الأطفال يصابون بفايروس كورونا الجديد، لكن الأعراض التي تظهر عليهم تكون خفيفة جداً. وأضافت أن نحو 100 طفل أمريكي أصيبوا بكوفيد-19 في نهاية يوليو الماضي. وقالت سلطات المركز الأمريكي للحد من الأمراض إن ولاية رود آيلاند قدمت نموذجاً جيداً لإمكان عودة آمنة للمدارس، إذ هيأت أماكن متباعدة للطلاب، وألزمت البالغين منهم بارتداء الكمامات، ووفرت فحوصاً يومية للطلاب والمعلمين والإداريين. واعتبرت أن ذلك يوفر تشجيعاً كبيراً للحض على إعادة فتح المدارس.