بارك عدد من المختصين في اللغة العربية موافقة مجلس الوزراء على إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الذي يسهم في تقديم الأنشطة والبرامج المتعلقة باللغة.
وبيّن مدير وحدة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة القصيم الدكتور محمد بن سلطان السلطان، أن موافقة مجلس الوزراء على إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تؤكد ريادة المملكة في خدمة اللغة العربية لغة القران الكريم، وتبرز مكانة اللغة العربية وتفعيل دورها على المستويين الإقليمي والعالمي وتعزز الهوية الثقافية العربية، مبينا أن معاهد ووحدات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في الجامعات السعودية تسهم في تحقق رسالة المجمع باستقطاب دارسين اللغة العربية من جميع أنحاء العالم.
وأوضح الدكتور خالد بن صالح الشبل رئيس قسم اللغة العربية بجامعة القصيم، أنه يوجد في العالم كله ما يزيد عن 3000 لغة مختلفة، منها الراقية والمتصرفة والثرية وغيرها، وتتربّع اللغة العربية على عرش اللغات القيّمة والثرية والغنية، وهذا يبين أهمية اللغة، وهو قَدْرٌ مشتركٌ بين بني الإنسان وبين اللغات كافة في كلِّ مكان وزمان، إلا أنَّ اللغة العربية امتازت عن سائرِ لغات البشر بأنها اللغةُ التي اختارها الله لوَحْيه، وهي لسان خاتم الأنبياء.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية في جزيرة العرب التي كانت منبعاً للغة العربية وعلومها، وبحكم المركز الذي تتسنمه المملكة عالمياً بات من المهم أن يكون لها مزيد عناية باللغة العربية، وبالأمس سُررنا بالموافقة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، حيث كان من قرارات مجلس الوزراء إنشاءُ مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، واسم المجمع يكتسب الثقة والتقدير وتثمين الجهود المخلصة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين للثقافة والمثقفين وما يخدم اللغة العربية، باعتبارها لغة عالمية يتحدثها عدد كبير في العالم، وباعتبارها أيضاً من اللغات الحية في تصنيف هيئة الأمم المتحدة.
وقال المستشار الإعلامي بهيئة الإذاعة والتلفزيون عضو المجلس الدولي للغة العربية سعد بن محمد الجريس لـ«عكاظ»: «نبارك لأمة الضاد قرار مجلس الوزراء إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، هذه اللغة التي تتعرّض إلى هجمة شرسة من لغة مواقع التواصل الاجتماعي التي تثير الشك أن وراها عملية مقصودة للحطّ من قيمة وروعة وبلاغة وثراء هذه اللغة التي نزل بها القرآن الكريم»؛ لافتاً إلى أن استشعار خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة العربية السعودية للدور الريادي والعظيم للغة العربية كلغة لها بصمتها الخاصة وأثرها البالغ في العطاء الإنساني ومكانتها التي تجعل من أمتها أمة مؤثره في المنظومة الكونية.
وتطلع الجريس إلى قيام المجمع بعدد من المهام كإجراء بحوث علمية حول اللغة العربية وخصائصها، والعمل على موسوعة لغوية متكاملة على غرار الموسوعات التي تصدرها المراكز المتخصصة في الغرب والشرق مع تحديث متواصل لكل جديد، وتشجيع النشر والتأليف للكتاب العربي والترجمة، والسعي لأن تكون اللغة العربية لغة أساسية في المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات التي تشارك فيها وفود من المملكة، ومد جسور التواصل مع الجهات المختصة والمهتمة باللغة العربية مثل الاتحاد الدولي للغة العربية، وعقد ندوات علمية ودعوة علماء اللغة والمستشرقين المتخصصين في الآداب العربية، وتعريب المصطلحات العلمية بصفة دورية متواصلة خصوصا في مجال تكنولوجيا الاتصال.
كما تطلع إلى التأكيد على وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية للالتزام باللغة العربية والفصاحة والبعد عن العامية التي تؤدي الى التقوقع والإغراق في المحلية وتقود إلى المناطقية، وتشجيع الشباب على التأليف باللغة العربية، والنظر في مراجعة مناهج تدريس العربية في المدارس بأنواعها بما يتماشى والطرق المستحدثة في العالم، ودعم تدريس العربية في الجامعات العالمية من خلال استحداث أقسام جديدة.