29.19 مليون نسمة.. هذا هو الرقم الذي وصل إليه عدد المصابين حول العالم بفايروس كورونا الجديد أمس. وإذا استمر التفشي بمعدل 200 ألف حالة جديدة يومياً، فذلك يعني أن العالم سيشهد خلال أربعة أيام ارتفاع عدد المصابين إلى 30 مليوناً. والواقع أن العدد اليومي للحالات الجديدة أكبر من ذلك بكثير؛ إذ إن منظمة الصحة العالمية أعلنت أمس أنها رصدت 307.930 حالة جديدة خلال الساعات الـ24 المنتهية صباح الإثنين. وهي المرة الثانية التي يحقق فيها عدد الإصابات اليومية هذا الرقم القياسي، بعد بلوغه 306.857 إصابة جديدة في 6 سبتمبر الجاري. وأسهمت الهند بنحو ثلث عدد الحالات الجديدة خلال الساعات الماضية، بعدما أبلغت عن تشخيص 94.372 إصابة جديدة أمس. وجاء الإسهام الأكبر من الولايات المتحدة والبرازيل، بمئات آلاف الحالات. بيد أن أرقاماً أخرى يمكن أن تخفف القلق. فقد قالت منظمة الصحة العالمية إن عدد وفيات فايروس كوفيد-19 حول العالم بلغ أمس 5.537 وفاة. وهو يمثل نسبة ليست كبيرة من نحو 12.430 وفاة تم تسجيلها منتصفأبريل الماضي، في ذروة الهجوم الوبائي على أوروبا. غير أن ممثل المنظمة في أوروبا الدكتور هانس كلوغي قال أمس إن المنظمة تتوقع أن تشهد وفيات القارة العجوز ارتفاعاً مطرداً خلال أكتوبر ونوفمبر. وبدأ الأعضاء الأوروبيون الـ55 في منظمة الصحة العالمية اجتماعات أمس تستمر حتى اليوم (الثلاثاء) لوضع إستراتيجية خماسية السنوات لمجابهة الأوبئة. وحذر كلوغي -الذي يتخذ العاصمة الدنماركية كوبنهاغن مقراً- من تعليق آمال عريضة على ظهور لقاح. وقال: ظللت على الدوام أسمع من يقولون إن اللقاح سيكون نهاية الوباء. طبعاً ذلك ليس صحيحاً. نحن لا نعلم ما إذا كان اللقاح سيساعد جميع الفئات السكانية. ونتلقى مؤشرات الآن إلى أنه يساعد بعض الشرائح، ولا يساعد شرائح أخرى. كذلك إذا كان علينا التعامل مع أكثر من لقاح.. ستكون المسألة كابوساً لوجستياً كبيراً. وكانت منظمة الصحة العالمية أبلغت عن وقوع 100 ألف إصابة جديدة يومياً في منتصف مايو الماضي. وارتفع العدد إلى 200 ألف يومياً بحلول 3 يوليو الماضي. وببلوغ العدد التراكمي للحالات عالمياً 29.19 مليون أمس، فذلك معناه أن الإصابات تزيد بمعدل مليون إصابة جديدة كل 4 أيام! وشهد الأسبوعان الماضيان وحدهما أكثر من 3.4 مليون إصابة جديدة، جراء التفشي المتسارع للفايروس في الهند (4.85 مليون إصابة حتى أمس)، والبرازيل (4.33 مليون إصابة)، والولايات المتحدة (6.71 مليون إصابة). ويوشك عدد الوفيات الأمريكية على تجاوز حاجز الـ200 ألف وفاة خلال الساعات القادمة (198.520 وفاة أمس). وفيما ارتفع عدد الوفيات في البرازيل أمس إلى 131.663 وفاة؛ قفز العدد في الهند أمس إلى 79.754 وفاة. كما أن أوروبا تشهد تسارعاً مخيفاً للتفشي الفايروسي؛ خصوصاً في فرنسا، وإسبانيا. والأشد إثارة للقلق من التفشي المتسارع تسارعاً جنونياً الوضع في أمريكا اللاتينية والوسطى، خصوصاً بيرو (الخامسة عالمياً بـ729.619 إصابة)، وكولومبيا (السادسة عالمياً بـ 716.319 إصابة)، والمكسيك (السابعة عالمياً بـ 668.381 إصابة، و70.821 وفاة)، والأرجنتين (العاشرة عالمياً بـ555.537 إصابة)، وتشيلي (الـ11 عالمياً بـ434.748 إصابة).