أكد أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان، أن الاهتمام بقطاعي التعليم والصحة أولوية قصوى وثنائية أساسية في مسار التنمية بالمنطقة بعد خدمة المسجد النبوي الشريف، مشيداً بالنقلات النوعية المميزة التي يشهدها هذين القطاعين بالمنطقة بدعم واهتمام من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وتسخير كافة الإمكانات للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين وتطويرها.
جاء ذلك خلال تدشين أمير المنطقة بمشاركة وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، عددًا من المشاريع التعليمية بالمنطقة بقيمةٍ إجمالية بلغت (٥٥٩) مليوناً، شملت (33) مبنى تعليمي جديد و(14) مبنى لرياض الأطفال، و(22) مركزاً للطفولة المبكرة، و(43) صالةً رياضية وملعب، بالإضافة إلى إعادة تأهيل 7 مبانٍ مدرسية بشكل كامل ضمن مشروع التأهيل والترميم المتوائم مع أنسنة المدينة.
كما وضع الأمير فيصل بن سلمان حجر الأساس للمباني التعليمية الملحقة لمعالجة الكثافة الطلابية في بعض الأحياء وعددها (38) مبنى، وإعادة برمجة (17) مشروعاً مدرسياً لتكون في الأحياء والمحافظات الأكثر احتياجاً.
وأشار أمير المنطقة إلي أن المشاريع التعليمية الجديدة ستساهم في سد حاجة المدينة المنورة ومحافظاتها من الخدمات التعليمية لثلاثين سنة قادمة، وبطاقة استيعابية معقولة مع عدم الهدر للمدارس الغير مستفاد منها، معرباً عن شكره وتقديره لوزير التعليم وقيادات الوزارة على متابعتهم المستمرة لمشاريع وبرامج التعليم بالمنطقة.
وأعلن وزير التعليم عن طرح مشاريع مبادرة مسار البناء والصيانة (P.P) بعدد (60) مبنى تعليمياً بمنطقة المدينة المنورة، والتي ستنفذ خلال الأربع سنوات القادمة بالمشاركة مع القطاع الخاص والمستثمرين لتشمل البناء والصيانة وفق أحدث المواصفات والتصاميم، والتي ستغطي حاجة المنطقة بشكل يتم الاستغناء فيه عن المباني المستأجرة.
وأوضح الدكتور حمد آل الشيخ أن المشاريعِ التعليمة التي يُعدُّ إنجازُها أو الشروعُ في تنفيذِها بالمنطقة تأتي لما للمدينة المنورة من مكانةِ عظيمةِ لدى مقامِ خادمِ الحرمين الشريفين ووليِّ عهدِه الأمين، وحرصِهم الدائمِ على استكمالِ كافةِ احتياجاتِـها من البنيةِ التحتيةِ والمشاريعِ التنموية، ودعمِهم السخيّ لرفعِ مستوى مخرجاتِ قطاعِ التعليمِ العام، وتوفيرِ كافةِ الممكِّناتِ الماديةِ والبشرية التي تسهمُ في بناءِ أجيالٍ من المواطنين يشاركون بصورةٍ فاعلةٍ في مسيرةِ التنميةِ الشاملةِ لوطنهم الغالي، مقدماً شكره للأمير فيصل بن سلمان على اهتمامه ومتابعته شؤون التعليم بالمنطقة ودعمه المستمر لأبنائه وبناته الطلاب والطالبات.
من جهة أخرى، أكد الأمير فيصل بن سلمان أهمية الاستثمار في الإبداع المعرفي لدى شباب وشابات المنطقة، وتمكينهم من تحويل أفكارهم الريادية إلى منتجات وخدمات تحقق توجهات التنمية في مسار النمو الاقتصادي المستدام، والذي يرتكز على دعم الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، وذلك خلال رعايته حفل تكريم الفائزين في مسابقة بناء الشركات الناشئة المبتكرة «طيبة تبتكر» التي نظمتها جامعة طيبة.
وأشار إلي تفعيل دور القطاعين العام والخاص في تطوير وتنمية الشباب وإتاحة الفرصة لهم لتوليد الأعمال الابتكارية، واكتساب معارف ومهارات ريادة الأعمال.
واطلع أمير المنطقة على أهداف المسابقة الرامية إلى تنمية قدرات الشباب على صناعة الخدمات والمنتجات الابتكارية وتحويلها إلى شركات ريادية لخلق الوظائف وتعزيز الاستدامة الاقتصادية، والتي تستهدف رواد الأعمال والمبتكرين من كافة مناطق المملكة.
ودشن أمير منطقة المدينة المنورة مركز علم طيبة، إحدى الشراكات بين شركة وادي طيبة وشركة علم والتي تهدف إلى تأهيل الكوادر في المدينة المنورة لاستخدام التقنيات الناشئة وتطويعها وإيجاد حلول مبتكرة لكل تحديات المجال وخلق بيئة ترتكز على التشجيع والتحسين المستمر للأداء.
واستعرض خلال المناسبة اتفاقيات التعاون والشراكة الاستراتيجة التي أبرمت بين شركة وادي طيبة من جهة، وهيئة «منشآت» وشركة علم، وشركة طيبة للاستثمار من جهة أخرى، وتهدف إلى تعزيز التعاون في المجالات التقنية والإرشادية، وبناء وتطوير الكفاءات الوطنية في النطاق التقني، والتوسع في نطاق الأبحاث والابتكار للخدمات والمنتجات الحالية والمستقبلية الواعدة، بالإضافة إلى صناعة شركات ناشئة قائمة على الابتكار في التقنيات الناشئة والاستثمار فيها، وتصميم منتجات وخدمات ذات قيمة اقتصادية مضافة.
وفي نهاية الحفل، كرّم أمير المدينة الفائزين بجوائز مسابقة بناء الشركات الناشئة المبتكرة «طيبة تبتكر»، وحصدت المركز الأول شركة ميد بوت، المركز الثاني شركة سوك شو، والمركز الثالث شركة ربوتكس، والمركز الرابع شركة عيناك، المركز الخامس شركة ميد شين.
من جانبه، ذكر مدير جامعة طيبة رئيس مجلس إدارة شركة وادي طيبة الدكتور عبد العزيز السراني، أن رعاية أمير المنطقة لهذه المناسبة تؤكد اهتمام القيادة بتحفيز الشباب ودعم توجهاتهم نحو التنمية والابتكار وخلق الفرص وتطوير المشاريع، مقدماً شكره لأمير المنطقة ونائبه على دعمهما اللامحدود لرواد الأعمال.
في ذات السياق، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة وادي طيبة الدكتور عبد الرحمن العليان، أن المسابقة مر من خلالها أكثر من ١٠٠٠ شاب وشابة، وأثمرت عن مشاركة (271) مشترك تدربوا على يد أكثر من (25) مدرباً في ورش عمل تجاوزت (15) ورشة، وصل إلى الحفل الختامي منهم (16) شركة عرضوا مشاركتهم على لجنة التحكيم.
وأضاف: «يتوقع من المشاركة ومخرجاتها إنشاء 10 – 15 شركة ناشئة مبتكرة بمتوسط رائدي أعمال في كل شركة، ومجموع 2-30 شخص، تخدم المنطقة وتهيئ الأفراد للتنافس في بيئة عملية ناضجة».