-A +A
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
لم تكن رسالة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمنسوبي هيئة الرقابة ومكافحة الفساد مستغربة، عندما قال «بيض الله وجيهكم»، طالباً من رئيس الهيئة مازن الكهموس نقل شكره لكل فرد من منسوبي الجهاز، حيث وصفهم بأنهم «فرسان هذه المعركة الشرسة ضد الفساد لاستئصاله من وطننا الغالي علينا جميعاً». رسالة محمد بن سلمان نابعة من القلب وجادت حميمية بعيدة عن البروتوكولات الرسمية؛ كونه يعلم حجم الإنجاز الذي حققه منسوبو هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في فترة قصيرة، إذ عالجت الهيئة 227 قضية جنائية مؤخرا، من خلال الإيقاف والتحقيق مع 374 مواطناً ومقيماً، ويجري العمل على إحالة من ثبت تورطه للمحكمة المختصة لإجراء المقتضى النظامي بحقهم لتعزيز مبدأ الشفافية والمحاسبة ومأسسة دولة القانون.

وعندما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في عام ٢٠١٧، أمراً ملكياً بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فإن هذه اللجنة عملت بصمت وحصرت المخالفات والجرائم والأشخاص والكيانات ذات العلاقة في قضايا الفساد العام، وبالتحقيق وإصدار أوامر القبض والمنع من السفر، واتخاذ ما يلزم مع المتورطين في قضايا الفساد العام ومعاقبة -كائنا من كان- ممن تثبت عليه جريمة الفساد.


لقد أضحت مكافحة الفساد في المملكة مثالا يحتذى لمحاربة الفاسدين، ومن اعتدى على المال العام دون وازع من دين أو ضمير أو أخلاق أو وطنية يستحق اقصى العقوبات.

وتنبع فلسفة ولي العهد في مكافحة الفساد، من أن وجود فساد مالي يؤدي إلى هدر الموارد المالية ويهدد فرص نمو الاقتصاد ومواكبة التحولات في الاقتصاد العالمي، لذلك أولت المملكة اهتماماً ملحوظاً بمسائل مكافحة الفساد واسترداد الأموال وتوظيفها في الواجهة الاقتصادية الصحيحة، ولم تكن الحملة على الفساد التي يقودها ولي العهد لتمر مرور الكرام، بل أصبحت أنموذجا للضرب بيد من حديد على الفساد وأهله، لإعادة الحقوق وردع المتنفذين والمتسلطين الذين قادتهم أطماعهم، وضعف نفوسهم للاستيلاء على ما ليس لهم بغير وجه حق.

لقد استطاع الأمير محمد بن سلمان رسم استراتيجية متكاملة لمكافحة الفساد واجتثاث عناصره لإيمانه المطلق بأهمية النزاهة والشفافية في بناء اقتصاد صحي، وكان من أولى بشائر تلك الاستراتيجية استرداد 100 مليار دولار من الأموال التي استُنزفت من خزينة الدولة لصالح عدد من الفاسدين. فاستعادة المال العام هدف سامٍ قررته الدولة للحفاظ على مكتسبات الوطن واستعادتها من أيدي ضعاف النفوس والعابثين الذين استغلوا مواقعهم الوظيفية لتحقيق مصالحهم الخاصة الضيقة.. ونظير هذه الجهود تبوأت المملكة مكانة متقدمة عالميا فى سيادة قيم النزاهة والشفافية، إضافة للحوكمة. فما قام به ولي العهد خلال السنوات الخمس الأخيرة أشبه بالمعجزة، فنتائج مكافحة الفساد أصبحت حديث العالم.

«بيّض الله وجيهكم» رسالة محمد بن سلمان..

حب.. إخلاص.. ومثابرة للمنسوبين.. والويل والثبور للفاسدين..